رئيس مجلس الأعيان: الأردن قادر على مواجهة التحديات وحماية أمنه الوطني من أي مخططات خارجية
وكالات ـ دبي
أكد رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز أن موقف عمان من التحديات الإقليمية والدولية، وتصديها للسيناريوهات المطروحة حاليا في المنطقة، ينطلق من ستة مرتكزات أساسية.
جاء ذلك خلال تصريحاته لقناة “المملكة” مساء الجمعة، حيث شدد على أن الأردن قادر على مواجهة أي مخططات تستهدف أمنه الوطني أو تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين.
المرتكزات الستة لموقف الأردن
1. قدرة الأردن على مواجهة التحديات:
أوضح الفايز أن الأردن واجه تحديات كبيرة منذ تأسيس الإمارة عام 1921، سواء في عهد الملك عبد الله الأول أو الملك الحسين بن طلال، أو في عهد الملك عبد الله الثاني. وأشار إلى أن المملكة استطاعت تجاوز هذه التحديات بقوة وثبات، مما جعلها دولة قوية وراسخة.
2. الأهمية الجيوسياسية للأردن:
أكد الفايز أن الأردن يشكل عمود الاستقرار في الشرق الأوسط، وأن أي فوضى في المملكة ستؤثر على المنطقة بأكملها. وأشار إلى أن دول الإقليم والغرب، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، تدرك أهمية الأردن الجيوسياسية، وبالتالي فإن العبث بأمنه واستقراره ليس في مصلحة أحد.
3. أمن الأردن أولوية قصوى:
قال الفايز إن أمن الأردن واستقراره هما أولوية الأولويات، مؤكدا أن المملكة لن تسمح بأي مخطط يستهدف أمنها الوطني.
وأشار رئيس مجلس الأعيان إلى الدبلوماسية الأردنية القديرة والمتوازنة بقيادة جلالة الملك والتي تشكل الركيزة الثالثة، حيث بين الفايز أن الملك عبدالله الثاني بعلاقاته الإقليمية والدولية، ونجاح الدبلوماسية الأردنية تمكن من تجنيب الأردن الكثير من المخاطر.
وأضاف “هناك زيارة مهمة لجلالة الملك إلى الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدا أهمية هذه الزيارة، ووجوب التشبيك مع الإدارة ومؤسسات الدولة الأمريكية مثل الكونغرس ووزاة الدفاع ومختلف مؤسساتها الأخرى لتجنيب المنطقة أي تداعيات جراء المبادرة التي طرحها الرئيس دونالد ترامب”.
وبين الفايز أن “هناك انقساما واضحا حول المبادرة داخل الحزب الجمهوري حزب الرئيس ترامب، إضافة إلى أن هناك مظاهرات واحتجاجات حولها في مختلف المدن الأمريكية، بالإضافة إلى أن الديمقراطيين يعارضون مثل هذه الأفكار التي طرحت كونها ستؤدي إلى عدم الاستقرار في الشرق الأوسط”.
ودعا إلى “ضرورة التشبيك أيضا مع الاتحاد الأوروبي، لتجنيب المنطقة أي صراعات جديدة، مشيرا إلى أهمية زيارة الملك الأخيرة إلى الاتحاد الأوروبي التي تم خلالها التوقيع على اتفاقية شراكة استراتيجية بين الأردن والاتحاد، ودعم عمان بقيمة ثلاثة مليارات يورو”، مؤكدا أن “هذه خطوة مهمة وتأتي تقديرا للاحترام الكبير الذي يحظى به جلالته من قبل قادة وزعماء العالم”.
4. دعم الأشقاء العرب:
أكد الفايز أن الموقف العربي ثابت وراسخ في دعم جهود الأردن لحل القضية الفلسطينية بشكل عادل وشامل. وأشاد بمواقف الدول العربية، خاصة المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، في رفض أي مخططات تهجير قسري للفلسطينيين.
5. قوة الجبهة الداخلية:
أشار الفايز إلى أن الجبهة الداخلية الأردنية قوية ومتماسكة، حيث يتجمع الشعب الأردني خلف القيادة الهاشمية. وأكد أن الوقفات والمسيرات التي خرجت في مختلف مناطق الأردن يوم الجمعة الماضي كانت دليلا على دعم الشعب لقرارات جلالة الملك الرافضة للتهجير والوطن البديل.
6. التعامل مع سيناريو تهجير الفلسطينيين ومبادرة الرئيس ترامب
أكد رئيس مجلس الأعيان الأردني أن هذه الركيزة تتمثل في قوة وصمود الشعب الفلسطيني وتمسكه في أرضه ورفضه التهجير، سواء كان قسريا أو طوعيا.
وحول السؤال المتعلق بكيفية تعاطي العاهل الأردني مع اقتراح الإدارة الأمريكية وتصريحات الرئيس ترامب التي اعتبرت خارجة عن المألوف، أوضح الفايز أن “الولايات المتحدة دولة مؤسسات والإدارة الأمريكية جزء من هذه المؤسسات، كما أن جلالته يحظى باحترام قيادات مؤثره في فريق ترامب، وبالتالي فإن جلالته قادر على تغيير بعض المواقف”.
وأوضح أن “زيارة الملك الأخيرة إلى أمريكا كانت ناجحة وقد استطاع خلالها تغيير الكثير من الأفكار التي كانت تُطرح، وبالتالي عندما يذهب جلالته إلى أمريكا سيوضح الموقف العربي الثابت تجاه مبادرة الرئيس ترامب، وسيستطيع تغيير بعض الأفكار والمواقف”، مؤكدا أن “الملك عبد الله يتمتع بالحنكة السياسية ولديه قوة الاقناع، فالدول الغربية عندما كانت تريد طرح مبادرة تتعلق بمنطقة الشرق الأوسط، كانت تعود إليه للوقوف على رؤيته”.
واختتم قائلا: “جلالته يحظى باحترام المجتمع الدولي وله احترام بمختلف مواقع صنع القرار الأمريكي، لذلك أنا متأكد بأن جلالة الملك يستطيع تغيير بعض الأفكار المطروحة من قبل الإدارة الأمريكية”.