المصدر: “وام”
أدان جمال رشدي المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية التصريحات التي أطلقها السياسي الهولندي غيرت فيلدرز ودعا فيها إلى تهجير الشعب الفلسطيني إلى الأردن.
وأشار رشدي إلى أن هذه التصريحات تعبر عن تصورات وأوهام عنصرية عفا عليها الزمن، فضلاً عما تعكسه من جهل بطبيعة الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وتاريخه، والاجماع العالمي حول سبل تسويته في إطار حل الدولتين.
وأوضح رشدي أن مثل هذه التصريحات التي لا تعترف بوجود الشعب ولا الوطن الفلسطيني تتماهى مع أفكار وأساطير يتبناها اليمين الإسرائيلي المتطرف، وأن إطلاقها على هذا النحو يُسهم في إفساد العلاقات بين الشعوب، ويزيد من مستويات الكراهية والتطرف.
وأكد المتحدث الرسمي أن كافة المؤمنين بقيم التعايش والإنسانية عليهم إدانة مثل هذه المواقف العنصرية.
وكانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن قد دانت التصريحات التي أطلقها المتطرف الهولندي اليميني غيرت فيلدرز التي أنكر فيها حقوق الشعب الفلسطيني، وخصوصا حقه في دولته المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني، وعكست مواقف عنصرية عبثية تتوهم إمكانية حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية سفيان القضاة إن التصريحات التحريضية المدانة لهذا البرلماني العنصري معدومة القيمة والأثر إلا بتأكيد عنصريته وتطرفه اللذين ينهلان من ثقافة كراهية مدانة يجب محاربتها وإدانتها من الجميع.
وشدد الناطق الرسمي باسم الوزارة على ضرورة اتخاذ الحكومة الهولندية موقفاً واضحاً يدين هذه التصريحات التي تتناقض وعلاقات الصداقة والاحترام المتبادل التي كرسها البلدان على مدى سبعين عاماً. وأشار إلى أن مواقف هذا النائب العنصرية قديمة ومكررة وكانت الوزارة دانتها سابقاً وتعاملت معها مباشرة عبر القنوات المعتمدة مع الحكومة الهولندية.
من جانبها دانت سفارة الإمارات في لاهاي تصريحات البرلماني الهولندي غيرت فيلدرز.
وأكدت سفارة دولة الإمارات أن “التصريحات غير المسؤولة التي أدلى بها فيلدرز التي يحرض فيها على تهجير الشعب الفلسطيني باتجاه الأردن تعد تدخلا في الشؤون الداخلية للمملكة الأردنية الهاشمية، وهي أمر مرفوض ومدان”.
وقالت إن “دولة الإمارات تتضامن مع الأردن الشقيق بشكل مطلق وتؤكد على أهمية احترام سيادته، كما ترفض أي إنكار لحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق وحقه في دولته المستقلة”.
يذكر أن “حزب الحرية” الذي يتزعمه فيلدرز، فاز بـ37 مقعدا في البرلمان، أي أكثر من ضعف حصته في الانتخابات السابقة، ليتفوق بذلك على معارضيه.
وكان فيلدرز البالغ من العمر 60 عاما عنصرا أساسيا في السياسة الهولندية لعقود من الزمن. وأثارت سياساته الشعبوية وشعره الأشقر مقارنات مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، لدرجة أنه بات يُطلق عليه اسم دونالد ترمب الهولندي، حسبما نقلته “الأسوشيتد برس”.
وعلى الرغم من أنه خفف لهجته المعادية للإسلام خلال الحملة الانتخابية، فإن برنامج حزب الحرية تعهد بحظر القرآن والمساجد والحجاب الإسلامي وسارع زعماء الجالية الإسلامية في هولندا إلى التعبير عن قلقهم.
ويعتبر فيلدرز أن “الإسلام لا يتوافق مع القيم الغربية ويشكل تهديدا للثقافة الهولندية والوئام المجتمعي”. وقد دعا حزب الحرية إلى اتخاذ إجراءات مثل حظر القرآن، وإغلاق المدارس الإسلامية، وتقييد بناء المساجد.