لا فكاك من تطوير الصحافة والتليفزيون

لم يعد أمام الأساطين العالمية للإعلام التقليدى، فى كل من الصحافة والتليفزيون، إلا أن تقتحم بجسارة دنيا المستجدات التى تتوالى بسرعة فائقة كنتائج مباشرة لثورة الإنترنت، التى هددت بقسوة الإعلام التقليدى، واستقطبت لمصلحتها جماهير عريضة من قرائه ومشاهديه، وهو ما تجلت تبعاته مباشرة فى انخفاض التوزيع للصحف، والاشتراكات أيضاً، وفى انفضاض الجمهور عن قنوات التليفزيون التقليدية، مع انحسار الإعلانات فى كليهما، وترتب على كل هذا خسائر مالية ضخمة، إضافة إلى ما يصعب تعويضه عندما انجذبت كوادر متميزة إلى المجالات الجديدة، وتركت الإعلام التقليدى، مما جعل كل تلكؤ أو تأجيل فى التطوير يعنى مزيداً من التورط نحو القاع الذى غرقت فيه بالفعل بعض الصحف والتليفزيونات! وكان كتالوج الإنقاذ يبدو سهلاً من الناحية النظرية، وأما عملياً فهو صعب للغاية، فيجب البحث بجدية وسرعة عن شخصيات قيادية ذات عقول مبتكِرة تجيد اتخاذ القرارات المطلوبة، وإدارة فريق العمل مع رفع كفاءته ليواكب الأساليب الجديدة، وتنجح فى وضع آليات للتنفيذ ومتابعة المسار لإجراء التصويبات المطلوبة بأسرع ما يكون، حتى يتدفق العمل نحو الهدف المرجوّ. تجتهد شبكة تليفزيون سى إن إن، التى هى من أهم وأشهر شبكات التليفزيون العالمية، لعبور أزمتها، فقد أعلنت الأربعاء الماضى، وفق موقعها (سى إن إن/ بالعربية)، أنها تواجه تهديداً وجودياً لنموذج أعمالها بسبب الانكماش السريع للتليفزيون التقليدى الذى تجنى الشبكة منه الجزء الأكبر من إيراداتها، وقد تعاقدت مع مارك تومسون، رئيساً للشبكة، بدءا من 9 أكتوبر القادم، وأعربت الشبكة عن آمالها فى أن يتمكن الرئيس الجديد من تجاوز أزمة لأهم الأوقات فى تاريخها، وقدمته لجمهورها بأنه سبق أن عمل رئيساً تنفيذياً لصحيفة نيويورك تايمز خلال فترة اضطراب فى تاريخها، ومديراً لهيئة الإذاعة البريطانية بى بى سى، وقالت الشبكة فى خطاب إلى موظفيها إن تومسون يعمل فى مجال الأخبار منذ أكثر من 4 عقود، وأنه معروف لدى كثيرين منهم، فلديه سجل استثنائى من الابتكار والتميز، وأعربت الشبكة عن ثقتها فى أنه الخبير الذى تحتاجه ليتولى القيادة فى هذا الوقت الحساس. ومعروف أن الشبكة اتخذت قرارات فى الفترة الأخيرة بفصل عدد من القيادات، ومن أطقم العاملين لأنهم لم يفوا بالمطلوب.
* نقلا عن “الأهرام”
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.