مقالات وآراء

فاطمة بوهراكة تجمع في كتابها الثامن الرائدات في طباعة أول ديوان شعري فصيح

في حيز التوثيق الشعري النسائي..

زمزم السيد:

أصدرت مؤخرا الباحثة المغربية فاطمة بوهراكة كتابتها الثامن في مجال التوثيق الشعري المعاصر تحت عنوان: (الرائدات في طباعة أول ديوان شعري نسائي عربي فصيح ) والذي تطرقت من خلاله إلى عشرين رائدة استطاعت أن تحفر اسمها في سجل التاريخ الشعري النسائي.

 حيث تزعمت هذه الأسماء الوضاءة الشاعرة اللبنانية الراحلة “وردة اليازجي” التي قدمت ديوانها الأول للمكتبة العربية عام 1867 م تحت عنوان “حديقة الورد”.

لتكمل بذلك الباحثة ثلاثتيها في مجال الشعر النسائي العربي المعاصر، بعد طباعتها لكتاب: ( 100 شاعرة من العالم العربي قصائد تنثر الحب والسلام ) ومن ثم كتاب (موسوعة الشعر النسائي العربي المعاصر بين سنوات (1950 – 2020 ) والذي شمل بين دفتيه 1011 شاعرة من عاشقات حرف الضاد .

لتختتم الثلاثية بكتابها الحديث ( الرائدات في طباعة أول ديوان شعري نسائي عربي فصيح ) والذي طبع بمطابع بلال بفاس، من إصدارات مكتبة الألفية بالرباط، وقد جاء الكتاب في 317 صفحة تطرقت فيه الباحثة إلى سيرة الشاعرة الأدبية والشخصية بالإضافة إلى نماذج من شعرها ومعرضا للصور الشخصية للشاعرة مع إدراج كلمة في حقها من قبل أحد أسرتها، إن كانت متوفية.

 أما إذا كانت على قيد الحياة فتكتب ردا عن سؤال الباحثة المتعلق بريادتها  في طباعة أول ديوان شعري نسائي  في وطنها.

وقد اهتمت الباحثة فاطمة بوهراكة بسلسة التوثيق الشعري المعاصر، معتبرة الريادة في طباعة أول ديوان نسائي داخل أي قطر من أقطارنا العربية في تلك المرحلة، أو في المراحل السابقة ليس بالأمر الهيّن، بل يتطلب إصرارًا وجهدًا كبيرًا، لكي يخرج إلى حيّز الوجود، في ظل بعض القيود المجتمعية التي تفرض على إبداع المرأة، وحقها في أن تكون ذات بصمة إيجابية، في وطنها.

لقد اهتمت الباحثة بترتيب الشاعرات بتطبيق منهجية خاصة، تعتمد على السبق والريادة في طباعة أول ديوان، بدل الترتيب الأبجدي المتعارف عليه.

وكون فكرة الشاعرات الرائدات في الطباعة، ظهرت لأول مرة وبشكل حصري في هذا الكتاب، فقد أدرجت فسحة من نور التوثيق الفوتوغرافي من خلال صورهن الشخصية أو الأدبية، وبعض من منجزهن الذي حضر في شكل قصائد أو أبيات موثقة بخط  اليد.

لقد خلصت الباحثة بوهراكة في منجزها الأدبي إلى أنه بعد رحلة بحثية، والتنقيب في منجز شاعرات هذه الحقبة، وتحديدًا في أوائل دواوينهن المطبوعة، الحصول على الكثير من المعلومات القيّمة أوردتها للقارئ في الكتاب. فقد توصلت إلى مجموعة من المعطيات والقواسم المشتركة بين الشاعرات الرائدات، منها: أن معظمهن ينتمين إلى أسر مثقفة ومشجعة على الثقافة والفكر الحر في زمن  اعتبر طلب العلم بالنسبة للنساء نقيصة، وعيبا من العيوب، كما جاء في شهادة إحدى الرائدات (تعليم البنت يٌفسدها..)، ولهذا، فإن امتلاك المرأة ديوانًا شعريًا مطبوعًا آنذاك يعتبر تمردًا وخروجًا عن المألوف، لكنه يُشكّل منجزًا حقيقيًا قلّ نظيره. وثراء الأسرة التي تنتمي إليه الشاعرة. ونهج طريق النضال المستمر، والتضحية بالغالي والنفيس لحمل مشعل هذه الريادة.

ويشار إلى أن الكاتبة والباحثة المغربية فاطمة بوهراكة، من مواليد فاس، شغلت عدة مناصب أدبية ومهنية منها: رئيسة جمعية  دارة الشعر المغربي منذ (2007 – 2019)، ومديرة مهرجان فاس الدولي للإبداع الشعري ( 2010م  إلى 2018).

قامت بوهراكة بإعداد عدة كتب وموسعات أدبية منها: الموسوعة الكبرى للشعراء العرب، وكتاب 100 شاعرة من العالم العربي / قصائد تنثر الحب والسلام، وكتاب77 شاعرا وشاعرة من المحيط إلى الخليج.

وكتاب موسوعة الشعر النسائي العربي المعاصر.

 وشاركت في العديد من الملتقيات والمهرجانات الشعرية والفكرية، كما جرا تكريمها من قبل عدة مؤسسات محلية وعربية.

كما صدر لها عدة دواوين شعرية منها: اغتراب الأقاحي، و”بــوح المــرايا” و”تنبض” و”جنون الصمت”. وأغلب دواوين الكاتبة مترجم لعدة لغات عالمية، كما ساهمت في إنجاز أربع مجموعات شعرية مشتركة رفقة ثلة من الشعراء وهي: احتراقات عشتار،غدائر البوح، وشم على الماء، بهذا وصى الرمل.

زر الذهاب إلى الأعلى