نبذة عن حياة السلطان قابوس
سيدات الأعمال الدولية
أعلن ديوان البلاط السلطاني العُماني وفاة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور سلطان عمان عن عمر ناهز الـ 79 عاما، وأُعلن الحداد وتعطيل العمل الرسمي للقطاعين العام والخاص لمدة 3 أيام وتنكيس الأعلام في الأيام الـ 40 القادمة.
تزخر حياة الزعيم العربى بمحطات هامة على الصعيدين العربى والدولى، فهو من أرسى نهضة شامخة خلال 50 عاما منذ أن تقلّد زمام الحكم في 23 من شهر يوليو عام 1970 م وبعد مسيرة حكيمة مظفرة حافلة بالعطاء شملت عُمان من أقصاها إلى أقصاها، وطالت العالم العربي والإسلامي والدولي قاطبة وأسفرت عن سياسة متزنة وقف لها العالم أجمع احترامًا وإجلالاً .
ومن أهم محطات حياته أنه حقق خلال سنوات حكمه البالغة 5 عقود، وعلى امتداد السنوات الماضية من عمر النهضة الشاملة كل أرض عمان، إنجاز ضخم تقف وراءه إرادة قائد كبير، عمل على إقامة إصلاحات كبيرة في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والثقافية.
وولد السلطان قابوس بن سعيد في مدينة صلالة بمحافظة ظفار في 18نوفمبر 1940م، وهو السلطان الثامن من سلالة الإمام أحمد بن سعيد المؤسس الأول لأسرة آل بوسعيد سنة 1744م، الذي مازالت ذكراه موضع احترام وإجلال في عمان كمحارب شجاع وإداري محنك استطاع أن يوحد بلاده بعد سنوات من طويلة من الخلافات والحروب الداخلية .
وكان السلطان قابوس هو رأس الدولة وسلطانها والسلطة العليا والنهائية لها وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة، وكان رمز الوحدة الوطنية والساهر على رعايتها وحمايتها. وقد حددت المادة ( 42) من النظام الأساسي لدولة عمان المهام التي يقوم بها.
تعمق في دراسة الدين الإسلامي، وكـل ما يتصل بتـاريـخ وحضارة عُمان دولة وشعباً على مر العصور، وقد قال السلطان في أحد أحـاديثه (كان إصرار والدي على دراسة ديني وتاريخ وثقافة بلدي لها عظيم الأثر في توسيع مداركي ووعي بمسؤولياتي تجاه شعبي والإنسانية عموماً. وكذلك استفدت من التعليم الغربي وخضعت لحياة الجندية، وأخيراً كانت لدي الفرصة للاستفادة من قراءة الأفكار السياسية والفلسفية للعديد من مفكري العالم المشهورين).
وكان للسلطان قابوس اهتمامات واسعة بالدين واللغة والأدب والتاريـخ والفلك وشؤون البيئة ويظهر ذلك جليا من خلال الدعم الكبير والمستمر من لدن جلالته للعديد من المشروعات الثقافية، وبشكل شخصي، محليا وعربياً ودوليا، سواء من خـلال منظمة اليونسكو أم غيرها من المنظمات الإقليمية والعالمية.
ومن أبرز هذه المشروعات على سبيل المثال لا الحصر، موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية، ودعم مشروعات تحفيظ القرآن الكريم سواء في السلطنة أم في عدد من الدول العربية، إضافة إلى بعض مشروعات جامعتي الأزهر، والخليـج وعدد من الجـامعات والمراكز العلمية العربية والدولية، فضلاً عن (جـائزة السلطان قابوس لصون البيئة) التي تقدم كل عامين من خلال منظمة اليونسكو، ودعم مشروع دراسة طرق الحرير.. وغيرها من المشروعات الأخرى.
كما حصل السلطان قابوس خلال مسيرته السياسية الحافلة على العديد من الأوسمة العربية والدولية، منها جائزة السلام الدولية من قبل 33 جامعة ومركز أبحاث ومنظمة أمريكية في العام 1998، وجائزة السلام من قبل الجمعية الدولية الروسية في 2007، وجائزة جواهر لآل نهرو للتفاهم الدولي من الهند في العام نفسه.
ومن الأوسمة التي تقلّدها السلطان قابوس وسام الملك عبد العزيز آل سعود في 1971، وقلادة مبارك الكبير في الكويت 2009.