مقالات وآراء

خليل فهمى يكتب.. لاري كينغ وحسني مبارك و9/11

خليل فهمى

بقلم.. خليل فهمى

من أعظم دروس لاري كينغ أن المذيع المحاور عليه أن يخرج أفضل ما عند الضيف، وتلك قمة المهارة.

كثيرا ما خرجنا في الميديا بأحاديث مع كبار وحتى عظماء بلا جملة “مفيدة”. ولا مجال لأمثلة الأن. لكن مثل لاري كينغ كان حديثا مثيرا مع الرئيس السابق حسني مبارك في سي ان ان لدى وقوع أحداث سبتمبر 2001 في أمريكا، والشحن كله ضد جماعات تطرف ودول عربية ومسلمة وأفكار تذهب هنا وهناك والقلق العارم يساورنا ونحن بقلب الأحداث في بي بي سي في لندن.

كانت سهرة للعالم هذا الصباح مع الصديقين الغاليين الأستاذين ماهر عثمان ومحمد الحسن الشايش أدام الله المحبة والمودة. وكان مبارك سعيدا جدا ومرتاحا للقاء كأنه ولاري أصدقاء مقربين، مرتديا جاكت فاتح اللون، سبور جدا، كأنه كان في شرم أو الاسماعيلية. وظننته سيكون باهتا أو تقليديا متحفظا في الردود كعادته، الا والزميلان ينبهاني الى أنه أفضل زعيم عربي يدلي بدلو في الأحداث الملتهبة عبر الحوار “المصيدة، وفيه حذر مبارك أمريكا من الاندفاع بعمل أهوج غير مدروس وعليها أن تبحث عن الفاعل الحقيقي.

المسألة أن لاري تحدث اليه كطيار ومدرس طيران لا كرئيس فقط، ليشرح له كيف فعلوها؟ فقال مبارك من تتهمونهم ليسوا طيارين محترفين، لأن أنباءكم أنتم تتحدث عن عدد قليل وضعيف من حصص الطيران التي استعدوا بها.

قال مبارك يا لاري من يستطيع استهداف أبنية بهذا الحجم والتركيز والمقدرة الهندسية بالتحليق في الجو عليه تجميع 48 ساعة طيران احترافية على الأقل بعد الدراسة والتدريب. لا تحدثني عن تدريب أسبوع أو حتى شهرين كما تتخبط التقارير عندكم. هؤلاء ليسوا الفاعلين، وابحثوا يالاري عن الفاعل الحقيقي، ولا تستدرجني أكثر لأن معلوماتي أن جماعة القاعدة أو الجهاد في أفغانستان لا يستطيعون ولم يفعلوها.

كان مبارك على مستوى لاري، ويبدو انه كان واثقا مما يقول، بصرف النظر عن تحولات الموقف وضغوط أمريكا بعد ذلك لحشد العالم معها، وظهرت علامات التمعن في كلامه بلا نقد أو سخرية من لاري كينغ الذي شكره وصمت لبرهة تلفت كل الانتباه. ليت سي ان ان تذيع حوارا كهذا ضمن تأبين مذيعها ومحاورها الأشهر والأعظم.

 

المقالة تعبر عن ر أى الكاتب وليس الصحيفة

زر الذهاب إلى الأعلى