مقالات وآراء

خليل فهمى يكتب.. “يوسف والى ونحن”

خليل فهمى

 

رحم الله الرجل. لكن ألسنا متطرفين في كل نقيض. طرف اعتبره ” أعظم وزير زراعة في تاريخ مصر”، كدة مرة واحدة.

وطرف اعتبره الخائن المسؤول عن تدمير متعمد ومشبوه لأعظم مورد زراعي تميزت به مصر: القطن طويل التيلة، الذهب الأبيض الذي لانعرف أين ذهب؟ برضه كدة مرة واحدة.

طيب؛ بدلا من المزايدة المتطرفة على ذكرى رجل بعد رحيله، ياريت حد ومتخصص يجيب على مجموعة من الأسئلة الحائرة بموضوعية وبلا تطرف أوتشنج:

– أولا لماذا بقي وزيرا للزراعة أطول فترة ممكنة؟

-ثانيا؛ فعلا وجدت في لندن أن المصنوعات القطنية من القطن المصري هي الأفضل والأغلى على مثيلاتها من كثير من الدول في كبرى المتاجر البريطانية بحقبة التسعينات ماجعلني أزهو افتخارا ببلدي، فهل قضي عليه فعلا؟ كيف؟ ولماذا؟ –

ثالثا: تابعت صفحتي مصر الخضراء المتخصصتين بالأهرام آنذاك وكنت أتعجب فعلا من الترويج لزراعة البرسيم على حساب القطن باعتباره السلعة التي تتطلب نفس ظروف الري والمناخ، الى الدرجة التي قرأت فيها آراء طبية عن فوائد عصير البرسيم ضمن حملات الترويج. -كنت كذلك أتعجب من الترويج أحيانا بنفس الصفحات الممولة باعلانات وزارة الزراعة للخبرات الاسرائيلية المتطورة في مجال الصوبات، والعمل على الاستفادة منها.

ثم عبر عن ذلك عادل امام بمشهده الرائع مع عزت ابو عوف بفيلم السفارة في العمارة لما قال له؛ نزرع أرضنا آلاف السنين ثم نأتي بهم ليزرعوها لنا.

-أين ذهبت شهادة خليفته الوزير أحمد الليثي عن دراسة الاكتفاء الذاتي من زراعة القمح التي تحمس لها مبارك ووأدها عاطف عبيد ويوسف بطرس غالي، شهادة الليثي التي كتمها حتى نطق بها عقب ثورة يناير مباشرة فوضع بالسجن عاما؟ وشكا الليثي في شهادته من بقاء يوسف والي بمكتبه بالوزارة والابقاء على سكرتاريته كاملة رغم تغييره.

-من يرونه عظيما يرون أنه زرع الصحراء وتوسع بالزراعة فيها؛ جيد جدا. ولكن لماذا لم يحارب بالتوازي طوال فترة خدمته الاعتداء على الارض الزراعية الخصبة حول النيل وتجريفها والبناء عليها وردم الترع المزهرة الموردة بدلا من تحويلها كبقع للنماء والجمال فصارت مزابل وعلامات على قبح لا مثيل له كما حول الأهرامات بؤرة التاريخ والسياحة في العالم.

أفيدونا أفادكم الله.

زر الذهاب إلى الأعلى