مقالات وآراء

حسين السيد: الدولار يتعرض لعمليات بيعية في آخر أسبوع للتداولات في 2017

مع بقاء جلستين فقط للتداول في العام 2017، جفّت السيولة في الأسواق العالمية. وقد كان هذا الأمر واضحاً في الأسواق الأوروبية والأميركية التي شهدت تراجعاً كبيراً في أحجام التداولات. لكنّ بعض المستثمرين استمروا في إدخال تعديلات طفيفة على محافظهم الأمر الذي قاد إلى تحرك سعري طفيف ولا أتوقع أن تسجّل الأسهم انحرافاً كبيراً يومي الخميس والجمعة.

لكنّ الملفت في الأمر هو أن المتداولين استمرّوا في بيع الدولار الأميركي. ورغم أنّ المرء يمكن أن يعزو ذلك إلى تقرير ثقة المستهلك الأميركي الصادر يوم الأربعاء والذي تراجع من اعلى مستوياته في 17 عام، لكنّ الدولار كان يتراجع قبل صدور هذه البيانات. وأنا أعتقد بأنّ أفضل تفسير لضعف الدولار هو التراجع الحاد في عوائد سندات الخزانة الأميركية. فقد تراجع عائد سند العشر سنوات 7 نقاط أساس يوم الأربعاء ليعكس 50% تقريباً من المكاسب المحققة منذ أواسط ديسمبر حيث كسرت العوائد حاجز 2.5% للمرّة الأولى منذ مارس/ آذار 2017.

وعلى الرغم من أنّ الشهية للمخاطرة رفعت الأسهم الآسيوية إلى مستويات قياسية يوم الخميس، إلا أنّ الين الياباني الذي يعتبر ملاذاً آمناً تفوق في الأداء على جميع نظيراته الأساسية من العملات. فقد تراجع زوج الدولار ين إلى ما دون 113 للمرّة الأولى في 6 أيام تداول بعد صدور محاضر اجتماعات البنك المركزي الياباني. ويدرس بعض صنّاع السياسة النقدية تشديدها إذا ظل الاقتصاد يسجّل تحسناً العام المقبل. وذلك سيشكّل تحولاً هاماً في الاستراتيجية بالنسبة لبنك مركزي كان يعتقد بأنّه آخر بنك سيتخارج من الرزم التحفيزية غير التقليدية. لكنني لا أعتقد بأن البنك المركزي الياباني لن يتحرّك قريباً بسبب التضخّم المتراجع، ولكن نظراً لنقص السيولة، فإنّ التحرّكات في أسواق العملات قد يكون فيها شيء من المبالغة.

كما سجّلت عملات السلع ارتفاعاً جيداً بعد أن انتعشت أسعار النحاس إلى أعلى مستوى في أربع سنوات تقريباً، فيما ظلت أسعار النفط قريبة من أعلى مستوى في عامين ونصف العام، ووصل الذهب إلى أعلى مستوى في شهر. وبما أننا لن نشهد إصدار أي بيانات اقتصادية أساسية، فإن الدولارات الاسترالية والنيوزلندية والكندية ستظل تسير وفق توجّه أسعار السلع.

زر الذهاب إلى الأعلى