ثقافة وفنون

روح الشهيد تعانق سماء الوطن في بيت الشعر في الشارقة

الشارقة:
ضمن نشاط منتدى الثلاثاء وبمناسبة يوم الشهيد واليوم الوطني 48 نظم بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة أمسية شعرية استضاف فيها الشعراء كريم معتوق من الإمارات وخليفة بن عربي من البحرين وضياء الجنابي من بلجيكا وآية وهبي من السودان وقدمها الشاعر الإماراتي حسن النجار بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر وجمع من المثقفين والإعلاميين ومحبي الشعر.
وقال محمد البريكي : يجسد بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة من خلال هذه الفعاليات دوره الحقيقي في التعاطي مع الأحداث، والالتحام بقضايا الوطن، وليس أجمل من الشعر ليبوح بما يريده الناس، ويعبر عنهم من خلال الشاعر عما يكنونه من وفاء للشهيد، ومحبة عميقة للوطن، ووفاء صادق للقيادة التي تعمل على أن تجعل منه واحات تغرد على أغصانها طيور السعادة، وتجري في جداولها أنهار المحبة.
ألقى الشاعر الإماراتي كريم معتوق قصائده بأسلوب مسرحي آسر، واستطاع من خلال تجليه والتحامه بحرفه من أن يراقص المشاعر، فمالت مع لغة جسده كما تتمايل أغصان الأشجار وهي تستقبل نسمة هواء رقيقة منعشة، فقرأ للوطن وللشهيد وللعروبة، ومما قرأ:

الدارُ فيها من الإعجازِ ما عجزَت
كفُّ المحبينَ أن تُحصي الهنا لكمُ
لمّا توحّدَ شعبٌ في قبائلِهِ
من فكرِ زايدَ جاءت خلفَهُ الأُممُ
فيها من العفوِ ما أهدى العدا خجلا
فيها من العزمِ ما أوصى بهِ القسمُ

قرأ الشاعر الدكتور خليفة بن عربي قصائد عن الوطن والشهيد، ولامس بجميل حرفه وصدق عاطفته ما وصلت إليه علاقة الأخوة والمصير المشترك، فقرأ للإمارات وللبحرين ولمن ضحوا بأرواحهم من أجل أن تحيا الأوطان، كما قرأ في رثاء عبدالكريم مخلف الهيتي، ومن قصيدة “مواجع خضر” قرأ:
توقّفْ هناك/ فهذي الحقولُ تُسائلُنا أينَ أنتْ؟/ وهذي الطيورُ تُعاتبُنا .. أينَ أنت؟/ وصحفةُ شمس النهار تساورُنا .. أينَ أنت؟/ توقّفْ، ولا تكملِ الفصلَ فصلَ الرحيلْ/ ولا تستثر قبّراتِ المساءْ/ لكيما تؤدي إليكَ العزاءْ/ يقولون قد عظمَ اللهُ أجركَ فينا/ فنحنُ مواتٌ وأنتَ البقاءْ.

جاءت الشاعرة السودانية آية وهبي محملة بالحنين، مثقلة بالهموم، فكان حرفها صرخة في وجه ما لاقته من انكسار، لكنها صنعت من هذا الاحتراق بخورا، ونثرت من رماد ألمها وردا عطر الأرواح بجميل الحرف، ومما قرأت:
فيْ شاطئِ النَّجویْ أطالَ قنوتَه
ورمی شباكَ الصَّبرِ يطلبُ قوتَه

وعلی ضفافِ الموتِ أرهقَ قلبَه
حزناً .. يعدُّ صفاتِه ونعوتَه

هوَ سارقُ الأحبابِ .. قاتلُ حلمهمْ
والموتُ قنبلةُ الأسی الموقوتَة

أشبعْ فضوليْ يا رهينَ القبرِ يا
منْ ذقتَ طعمَ الموتِ : كيفَ لقيتَه؟

إنْ كانَ حلواً يا صديقيْ قلْ لها:
لمَ لمْ تشاركنيْ بهِ لأموتَه؟!

واختتم القراءات الشاعر ضياء الجنابي الذي قرأ نصوصاً حاول من خلالها ملامسة وجع الفراق، ونثر حزنا على ما آل إليه وطنه، وقرأ موشحات وجدانية استطاعت أن تتسلل بخفتها لتدخل من بوابات الإصغاء إلى قلوب عطشى تميل مع اللحن، وتطرب لموسيقا الكلام، ومما كتبه:
مَشَـى قَلْبي فَأَوْحَشَهُ الطَّريـقُ
وَصَاحَ فَمَا اسْتَغَـاثَ لَـهُ صَدِيقُ
تَخيَّرَ فـِي مَتَـاهِ اللّيـلِ نَجْمَاً
لِيُهْدَى، بَلْ مِنَ التَّيْها يَفِيقُ
فَأمْعـَنَ فِي ضَيَاعٍ واغْتِـرابٍ
وَأَخْـلَـفَ ظَـنـَّهُ ذَاكَ البَريِقُ
وفي ختام الأمسية كرم مدير بيت الشعر الشعراء المشاركين في الأمسية.

زر الذهاب إلى الأعلى