الإماراتثقافة وفنونعربي ودولي

المجلس الرمضاني لنادي الشارقة للصحافة يناقش تجربة الإمارات في التعايش واحترام الآخر

رئيس الكنائس الأرمينية يشيد بمبادرات الشارقة التي تجسد أسمى معاني التوافق بين الأديان

الشارقة – IBW:

ناقش المجلس الرمضاني الذي ينظمه نادي الشارقة للصحافة التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة،تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في ترسيخ قيم التعايش الإنساني السلمي واحترام الآخر، لتشكل نموذجًا عالميًا في المحبة ومحطة لتلاقي الحضارات، حيث يعيش على أرضها أكثر من 200 جنسية بسلام وأمان.

وناقشت جلسة “اختلاف الأديان.. وتلاقي الإنسانية”، التي عقدت يوم أمس في مسرح المجاز، بحضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام، ثقافة الاعتدال وحرية ممارسة المعتقدات الدينية واحترامها في بيئة تعزز من القيم النبيلة المستمدة من تعاليم الدين الإسلامي السمح، والأخلاق الإنسانية التي تحث الإنسان على الارتقاء بأفعاله.

وحضر الجلسة سعادة سالم علي سالم المهيري رئيس المجلس البلدي لمدينة الشارقة وسعادة طارق سعيد علاي مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وسعادة حسن يعقوب المنصوري أمين عام مجلس الشارقة للإعلام وعدد من المسؤولين والإعلاميين.

وشارك في الجلسة الرابعة كل من الدكتور رشاد سالم مدير الجامعة القاسمية، وقداسة كاثوليكوس عموم الأرمن كاريكين الثاني، رئيس الكنائس الأرمينية، وأدار الحوار الإعلامي إبراهيم المدفع.

واتفق المشاركون على أهمية تعميم قيم السلام والخير والمساواة في التعامل مع الأديان والثقافات الأخرى، كونها ركائز أساسية لتطوير المجتمعات وبناء نهضتها.

 

أهمية تقبل الآخر

 

وقال قداسة كاثوليكس عموم الأرمن كاريكين الثاني، رئيس الكنائس الأرمينية: “إن مسار التعايش ليس سهلاً، ولكن إن كانت لدينا الرغبة في تقبل الآخر سنعيش بسلام ووئام وأخوة، رغم اختلاف انتماءاتنا،” لافتاً إلى أن هذه الرغبة هي مفتاح محاربة التطرف والتعصب والتشدد.

 

وأشاد بجهود إمارة الشارقة بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في تجسيد أسمى معاني الإنسانية والمحبة والتوافق بين الأديان مشيراً إلى مبادرة سموه في ترميم كنيسة أرمنية يتجاوز عمرها 1000 سنة مما ساهم في انقاذ سموه للمعلم الأرميني الأثري الذي يعود للعصور الوسطى. 

 

ومن شواهد التعايش السلمي التي أوردها قداسة رئيس الكنائس الأرمينية تخصيص إمارة الشارقة أماكن للطائفة الأرمنية لممارسة عبادتهم وشعائرهم، بكل أمن وسلام، إذ يوجد في الإمارة كنيسة أرمنية تم افتتاحها منذ 20 عاماً، تشكل مركزاً للتواصل الإيجابي ونبذ الكراهية ولرعاية شؤون الأرمن.

وأعرب قداسة كاريكين الثاني عن بالغ شكره وتقديره لمبادرات عطاء صاحب السمو حاكم الشارقة للشعب الأرمني الذي يعيش بكل محبة بين إخوانه العرب والمسلمين، كما نوه إلى مبادرة سموه في بناء واحدة من المجمعات الدينية الأرمينية خلال زيارته لأرمينيا في عام 2006، مما يمثل أسمى قيم ومعاني التوافق بين الأديان واحترام الآخر.

 

ولفت رئيس الكنائس الأرمينية إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تجسّد نهج الدين الإسلامي في إرساء قيم التعايش والتآخي على مستوى العالم، بعد أن أصبحت الإمارات نموذجاً في التعايش الحضاري، بفضل قيادتها الرشيدة التي هي أساس تقدم ورخاء الوطن، والتي أرسى دعائمها المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.

 

وقال قداسة كاثوليكس عموم الأرمن كاريكين الثاني: “على الرغم من اختلاف أدياننا، ومعتقداتنا، وشعائرنا، إلا أن هذا الاختلاف لا يجب أن يكون دافعاً لنشر معاني الكره والتعصب، بل يجب علينا أن نتقبل الآخر ونحترمه لنعيش في بيئة مليئة بالسلام والقبول، فنحن جميعنا أخوة ، والتعايش والإخاء جميعها تجسد القيم والتعاليم الدينية على اختلافها .”

 

الإسلام وضع أسس التعايش الإنساني

ولفت الدكتور رشاد سالم، مدير الجامعة القاسمية بأن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وضع أسس التعايش الديني عندما وضع وثيقة المدينة التي شملت أسس التعامل بين الناس ليعيشوا بتسامح ومحبة، مشيراً إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت سباقة في تبني هذه القيم من خلال توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية.

 

وأوضح مدير الجامعة القاسمية بأن الإسلام حررنا من عبودية الإنسان للإنسان، لافتاً إلى أن البشرية جمعاء خلقت لتعبد الواحد الأحد، وديننا الحنيف يحثنا على احترام الآخر، حيث قال سبحانه وتعالى: “لا إكراه في الدين”.

 

وأكد الدكتور رشاد سالم أن إمارة الشارقة مليئة بأمثلة تدل على سماحة الدين الإسلامي، حيث يعيش المواطنون والمقيمون باختلاف أديانهم ومعتقداتهم بأخوة وسلام، حيث تحتضن الإمارة العديد من الجنسيات التي تعيش في سلام ووئام، وباتت الشارقة بفضل جهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة  ملاذاً آمناً لكافة الجنسيات المختلفة التي تعيش على أرضها.

 

قال مدير الجامعة القاسمية: “إن التعايش الديني وتقبل الآخر هو أحد الدعائم التي تقوم عليها دولة الإمارات العربية المتحدة منذ قيامها، حيث تحرص دولة الإمارات على بناء علاقات إيجابية وسط بيئة يسودها الاحترام والإخاء، لبناء مجتمع إنساني راقي يحترم القيم والانتماءات الدينية المختلفة، بعيداً عن مفاهيم التطرف والتعصب.”

 

وأكد مدير الجامعة القاسمية بأن صاحب السمو حاكم الشارقة أخذ على عاتقه مسؤولية تعزيز قيم الاعتدال والوسطية والتعايش السلمي وتقبل الآخر، من خلال العديد من المبادرات النوعية البنّاءة، التي تهدف إلى تعزيز ثقافة السلم والتعايش في المجتمعات العربية والإسلامية.

 

وكرم الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي في نهاية الجلسة المتحدثين وراعي الجلسة “رد روز كازان”، وجرى توزيع الجوائز على الفائزين بسحوبات الجلسة الرابعة

زر الذهاب إلى الأعلى