الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة

مجرم “أسطوري” خلف درع حديدي!

 

 

يُعد نيد كيلي شخصية مثيرة للجدل في التاريخ الأسترالي، إذ يراه البعض بطلا شبيها بروبن هود، بينما يراه آخرون مجرد قاطع طريق ماكر نجح في استمالة عواطف عامة الناس وحظي بشعبية بينهم.

تعرض نيد للاعتقال مرات عديدة، بدءا من اتهام باعتداء على رجل صيني، ثم بتهمة التواطؤ مع هاري باور، لكن التهم أسقطت في كل مرة. أصبح متمرسا في الإجرام، وحُكم عليه بثلاث سنوات لحيازته حصانا مسروقا، وبعد إطلاق سراحه عام 1874، عمل في قطع الأشجار قبل أن يعود إلى سرقة الخيول مع زوج والدته.

في أبريل 1877، اشتبك نيد وشقيقه دان مع الشرطة، مما أدى إلى مقتل شرطي، واتهمت إلين بالتواطؤ وسُجنت. تعهد نيد بالانتقام لأمه، وبدأ مع دان وشريكيهما جو بيرن وستيف هارت تشكيل عصابة كيلي، التي أصبحت معروفة بعمليات سطوها العنيفة.

وجدت العصابة مبرراً لأفعالها في رسالة طويلة كتبها نيد، زعم فيها أن الكاثوليك الأيرلنديين والفقراء في فيكتوريا يتعرضون للقمع، مما منحه صورة البطل الوطني.

أعلن نيد الحرب على الشرطة، وارتكب هو وعصابته عمليات سطو على البنوك لإعالة أنفسهم ومساعدة الفقراء، ما عزز صورته كروبن هود. عرضت مكافأة كبيرة للقبض عليه، وارتفعت إلى 8000 جنيه بعد أن قتلت عصابته ثلاثة ضباط شرطة في منطقة ” سترينغيبارك”.

لحماية أجسامهم من الرصاص، صنع أفراد العصابة دروعا من ألواح المحاريث، بمساعدة مزارعين متعاطفين وحداد محلي. كان درع نيد الأكثر تطورا، مصنوعا من الحديد بسمك 6 مليمتر ووزنه 44 كيلو غراما، ما حماه من الرصاص في عدة مواجهات.

بلغت ذروة القصة في حصار فندق “جلينروان” عام 1880، حيث احتجزت العصابة 60 رهينة، ودخلت في مواجهة مسلحة مع 46 ضابط شرطة استمرت سبع ساعات. أصيب نيد في ساقيه وفخذه وسقط على الأرض جريحا، بينما قُتل جميع رفاقه.

ألقي القبض على نيد وحوكم. كتب رسالة طويلة احتج فيها على التمييز ضد الأيرلنديين الفقراء. رُغم توقيع 32 ألف أسترالي على عريضة ضد إعدامه، حكم عليه بالإعدام وشُنق في نوفمبر 1880.

كانت كلماته الأخيرة: “هذه هي الحياة”. دُفن في مقبرة السجن، ثم نُقل رفاته في 2019 إلى مقبرة غريتا قرب عائلته. بقي درعه الشهير معروضا في المتحف الأسترالي، وشخصيته مثيرة تتأرجح بين البطولة والجريمة، ما يعكس مقولة نيد: “هذه هي الحياة”، ويُظهر كيف يصنع الناس البسطاء الأبطال حين لا يجدونهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى