لحظة تركيب وعاء المفاعل النووي المصري (فيديو)
المصدر: RT
شهدت مصر حدثا تاريخيا في مسار مشروعها النووي، تمثل في تركيب وعاء ضغط المفاعل الخاص بالوحدة الأولى في محطة الضبعة النووية بمشاركة الرئيسين الروسي والمصري.
وقال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر محمود عصمت، إننا تمكنا من تنفيذ حلم كبير، وما نشهده اليوم يمثل خطوة جادة، مشيرا إلى أن مشروع الضبعة النووية الذي نشهد اليوم حدث بفضل التنسيق الكبير بين الطرفين مصر وروسيا.
وأضاف، في كلمته خلال مراسم وضع هيكل الاحتواء لمفاعل الوحدة الأولى بمحطة الضبعة النووية بمشاركة الرئيسين المصري والروسي، أن ما نشهده اليوم في مشروع الضبعة دليل على العمل الجاد والمكثف والدؤوب بين مصر وروسيا حتى يتم تنفيذ المشروع.
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي
من جانبه عبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، عن سعادته بالمشاركة في تركيب وعاء ضغط مفاعل الوحدة النووية بالضبعة .
وأضاف خلال مراسم تركيب الوعاء أن هذا الأمر يمثل أحد أهم الأحداث في مصر.
وأوضح أن محطة الضبعة أكبر مشروع نووي، كما أنه من أكبر المشروعات القومية في مصر، مشيرًا إلى أن ضخ الاستثمارات في الطاقة النووية نقطة تحول لمصر والعالم.
ولفت إلى أن هذه الخطوة ستساهم بشكل في تأمين الطاقة منخفضة الانبعاثات والطاقة النظيفة، مؤكدا أهمية الاستثمار في الطاقة النووية.
ونوه بأن التقدم الذي يحدث اليوم يمثل نتاجًا للعمل الطويل مع شركة روس آتوم، مثمنا التعاون بين البلدين في هذا المشروع، مع تأمين الضمانات لاستخدام الطاقة النووية.
وأكد أن هناك تعاونًا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذا المشروع، موضحًا أنَّ تم تقييم بناء وتركيب محطة الضبعة بشكل جيد.
وقد استكملت الفرق الهندسية المصرية والروسية جميع التجهيزات الفنية داخل مبنى احتواء المفاعل، بما في ذلك تركيب:
- حلقة الدعم (Support Ring)
- جملون الدعم (Supporting Truss)
- جملون الدفع (Thrust Truss)
يعد وعاء الضغط أحد أهم المكونات الحيوية في أي محطة نووية، إذ يحتوي على قلب المفاعل، حيث تحدث سلسلة التفاعلات الانشطارية المُحكمة، ويُصمم لتحمل ضغوطًا عالية جدًا ودرجات حرارة تتجاوز 300 درجة مئوية، مع ضمان تام لعدم تسرب أي مواد مشعة.
ووصل وعاء الضغط الخاص بالوحدة الأولى إلى ميناء الضبعة التخصصي في 21 أكتوبر 2025، بعد نقله من روسيا عبر سفن متخصصة، في عملية لوجستية معقدة استغرقت أسابيع، وتم خلالها تأمينه وفق أعلى معايير السلامة العالمية.
تُعد محطة الضبعة النووية الأضخم في تاريخ قطاع الطاقة المصري، وتضم أربع وحدات نووية، كل منها بقدرة 1200 ميجاوات، لتصل الطاقة الإجمالية إلى 4800 ميجاوات، تعتمد على تقنية مفاعلات الماء المضغوط من الجيل الثالث المطور (VVER-1200)، وهي من أحدث وأكثر المفاعلات أمانًا في العالم، وتعمل بنجاح في روسيا والصين والهند.
وينفذ المشروع وفقًا للعقود المبرمة في 11 ديسمبر 2017، والتي تلتزم بموجبها روسيا بـ:
- بناء المحطة بالكامل
- توريد الوقود النووي طوال عمرها التشغيلي (60 عامًا)
- تدريب الكوادر المصرية ودعمها في التشغيل والصيانة خلال العقد الأول
- بناء مرافق تخزين خاصة للوقود المستنفد، وتقديم حاويات آمنة لتخزينه
يأتي هذا الحدث في سياق استراتيجي أوسع، حيث تسعى مصر لتعزيز أمن الطاقة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتحويل نفسها إلى مركز إقليمي للطاقة النظيفة، وفق رؤية 2030.
وتمثل عملية تركيب وعاء الضغط أولى الخطوات الملموسة نحو تشغيل الوحدة الأولى بحلول عام 2028، وهو ما يُعد نقلة نوعية في تاريخ مصر الحديث، ورسالة واضحة إلى العالم: أن مصر تمتلك الإرادة والقدرة على تنفيذ مشاريع تقنية متقدمة بمعايير عالمية، دون تبعية، وبإرادة وطنية.



