الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة

رحلتي فوق السحاب مع ويز إير

 

لست أدري إن كانت تلك التي رأيتها في السماء وزةٌ أنيقة، أم أوزةٌ ضخمةٌ مهيبة، أم ربما بجعةٌ بيضاء بأجنحة واسعة، ترفرف بها بخفةٍ تحمل ضيوفها بين السحب بكل ودٍ وترحاب، وتسافر بهم في فضاء مترامي الأطراف من السعادة والمرح. إنها تجربةٌ أولى في هذا العالم السماوي، ولن تكون الأخيرة بإذن الله، فقلّما يجتمع في السفر مزيجٌ من الفرح والابتسامات مع الترقب والتشويق. لكن، هنا تكتمل المعادلة!

أنت، ومنذ اللحظة الأولى التي تخطو فيها نحو الطائرة، تشعر وكأنك تعبر بوابةً كبيرة لا تختلف عن صدور وقلوب أبناء الإمارات الطيبة، المتسعة بالترحاب، المليئة بالدفء. هذه الطائرة ليست مجرد وسيلة نقل؛ إنها قطعةٌ من روحهم وأخلاقهم وهويتهم. مدخلها الواسع يشبه ذاك العناق الذي تشعر به حين تدخل بيت صديقٍ قديم، أو تقابل جاراً عزيزاً لم تره منذ زمن، لكنه يستقبلك بكل حبٍ وألفة.

داخل الطائرة، حيث تنسحب أصوات المطارات وضجيج الدنيا خلفك، تجد نفسك محاطاً بروح الضيافة الإماراتية الأنيقة التي لا مثيل لها. كل من حولك يرحب بك بابتسامة، وكأنهم يعرفونك منذ زمن طويل. وكم هو جميلٌ حين يقدمون لك فنجان قهوة عربية عبق أو تمراتٍ شهية، تلك التي ترافقها حلوى مغرية تأخذك إلى نكهة أيام مضت، لكنها لا تزال تسكن الذائقة الإماراتية بأصالتها.

إن روح الضيافة لا تقتصر على الجلوس وتلقي ما يُقدم؛ إنها تجربة متكاملة في الجو. هنا، وبين أيدي هذا الطاقم المبتسم والمهذب، تشعر وكأنك نجمٌ في حفل خاص، كل خطوةٍ لهم وكل نظرةٍ تحيطك بالاهتمام والعناية. لا يمكنك إلا أن تلاحظ ذلك المضيف الباسم الذي يقفز إلى ذاكرتك كلما أضاءت الابتسامة على وجهه. باسمه كان يطابق شخصيته تماماً، إنه “باسم” الذي ينثر السعادة في كل زاوية من الطائرة، يجعل كل لحظة تمرّ وكأنها دعوةٌ للاستمتاع بالرحلة.

لقد كان باسم أشبه بسفيرٍ للسعادة، يتنقل بين المقاعد بخفة، مبتسماً لكل من حوله، ليضفي جواً من المرح والبهجة. هذا التفاعل الإنساني الرقيق جعل التجربة شيئاً أكثر من مجرد سفر من مكان إلى آخر؛ لقد كانت رحلة تنبض بالروح والحياة، تحتضنك فيها الأجواء كأنك ضيفٌ في منزل واسع تحت سقف السحب.

وفي نهاية الرحلة، عندما تستعد للهبوط وتعود إلى واقع الأرض، لا يمكنك إلا أن تشعر بالشكر والامتنان. هذه الرحلة كانت درساً في أن السفر ليس فقط تنقلاً، بل هو تجربة تجمع بين البهجة والراحة، ولا يمكن نسيانها بفضل أشخاص مثل باسم وطاقم الطائرة الذين جعلوا السماء أكثر دفئاً وحناناً من الأرض.

بقلم /كلثم عبدالله رئيسة التحرير

 

زر الذهاب إلى الأعلى