“سرب ذكي يغير قواعد الحرب الحديثة”.. مصر تكشف عن منظومة طيران مُسير ثورية
المصدر: المصري اليوم
كشفت الهيئة العربية المصرية للتصنيع خلال معرض “إيديكس 2025” للصناعات الدفاعية عن منظومة طيران مُسير جديدة لأول مرة عالميا، تتمثل في مُسيَّرة انتحارية مصرية الصنع.
ويُعد هذا السلاح الذكي تطورًا استراتيجيًا في مفاهيم القتال الحديث، إذ يمنح الجندي الميداني، خصوصًا في وحدات القوات الخاصة، قدرة استثنائية على تنفيذ مهام دقيقة خلف خطوط العدو، مع تقليل الخسائر البشرية إلى أدنى حد ممكن.
وأوضح مسؤول في جناح الهيئة العربية للتصنيع أن المُسيرة، رغم خفتها وصغر حجمها، تتميز بقدرتها على تنفيذ مرحلتين متكاملتين: الأولى استطلاع عالي الدقة، والثانية هجوم انتحاري موجه بعد التأكد من الهدف.
وأشار إلى ميزة جوهرية تميزها عن المُسيرات الانتحارية التقليدية، تتمثل في إمكانية استعادتها سليمة في حال إلغاء المهمة، ما يقلل الهدر ويُحسّن كفاءة الاستخدام.
وأضاف المسؤول: “نحن نتحدث عن سرب كامل يعمل كأنه عقل واحد”، مشيرا إلى أن هذه المنظومة تتيح للقوات تنفيذ عمليات نوعية ومعقدة بتناسق تام، بفضل تقنيات الاتصال والتحكم الذكي بين وحدات السرب.
وصُمّمت المُسيَّرة خصيصًا للعمل في البيئات الجبلية والصحراوية، حيث تتطلب المهام التمويه والسرعة والقدرة على المناورة.

تأتي هذه المنظومة ثمرة شراكة تصنيع مشتركة بين مصنع الطائرات التابع للهيئة العربية للتصنيع وعدة دول رائدة في تكنولوجيا الطائرات المُسيَّرة، في إطار استراتيجية وطنية لنقل وتوطين التكنولوجيا الدفاعية المتقدمة داخل مصر.
وكشف المسؤول أن القوات الخاصة المصرية بدأت بالفعل في دمج المُسيَّرة ضمن عملياتها اليومية، موضحًا أن الهدف هو تزويد المقاتل بقوة نيرانية مساندة مرافقة له، تتحرك معه في الميدان وتنفّذ الأوامر عند الحاجة، مما يرفع كفاءته القتالية بشكل غير مسبوق.
ويُعد إطلاق هذه المنظومة جزءًا من الرؤية الشاملة لمصر لتطوير قدراتها الدفاعية، وامتلاك أدوات تواكب طبيعة الحروب المستقبلية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، والطائرات المُسيَّرة، والحرب الإلكترونية، وتعزز منظومة الردع الوطني.



