مقالات وآراء

اتفاق شرم الشيخ وما بعده

عماد الدين أديب

الاتفاق الذي تم في شرم الشيخ، هو تطور هام وتاريخي وإيجابي في إنقاذ أهل غزة المدنيين من هول الألم والتجويع والمجازر التي تعرضوا لها خلال العامين الماضيين.

وأهم ما في هذا الاتفاق، أنه – والحمد لله – استبعد أي فكرة من التهجير القسري لسكان قطاع غزة، وفيه أمل بإعادة الأمن والاستقرار والحياة إلى السكان.

ولكن كل اتفاق يأتي أثناء صراع دموي مسلح، في أي زمان ومكان، خاصة في زمن ما بعد الحرب العالمية الثانية، فيه نص ومبادئ وتفاصيل فنية تنفيذية، وجدول مواعيد، وسقوف زمنية، وخطوط تماس وانسحاب، وإجراءات أمن.

باختصار، المرحلة التي أعلن عنها، وهي المرحلة الأولى، التي تشمل 3 بنود من 21 بنداً، لها ترتيبات وتدابير وجدول زمني وإجراءات تقنية، خلال الــ72 ساعة المقبلة، يتعين فيها أن تقوم «حماس» أولاً، وقبل أي إجراء، وأكرر، أولاً، بتسليم الرهائن الأحياء ورفات الرهائن القتلى.

هذا الإجراء، تم الاتفاق في مفاوضات شرم الشيخ على لمساته النهائية وجدوله الزمني.

بعد ذلك، عقب اكتمال هذا الإجراء، تبدأ إسرائيل في سحب قواتها المقاتلة في القطاع، والتي تبلغ 3 فرق، إلى نقاط أمنية، كخطوة انسحاب أولى، تعقبها انسحابات أخرى تالية، مشروطة ببدء قيام حماس بالإجراءات اللازمة لتسليم أسلحتها التي تم الاتفاق على تفاصيلها من ناحية النوعية والكم، وأسلوب التسليم والتسلم لها لجهات أمنية فلسطينية.

في الوقت ذاته، تبدأ الدفعة الأولى من قوات الشرطة (1500 جندي وضباط) الفلسطينية، التي تلقت تدريبها في مصر، في الدخول من معبر رفح، كي تتولى مسؤولياتها لحين إكمال عددها الذي يصل إلى خمسة آلاف جندي وضابط، غير الفصائل في تلك المرحلة، ثم يعقبها – في مراحل لاحقه – قوات أمن أخرى، تم تدريبها في الأردن.

تفاصيل كثيرة وصعبة ودقيقة، لكل بند من بنود الاتفاق، تحتاج إلى 3 شروط غير مكتوبة في الاتفاق:

1 – حسن نية الأطراف.

2 – دور قوي وعادل ومحايد من الوسيط الأميركي.

3 – دور نشط ومستمر من القوى العربية والإسلامية، التي لعبت دوراً إيجابياً للتأثير في ترامب في اجتماع نيويورك.

*نقلا عن “البيان

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى