الاتحاد العربي للمرأة المتخصصةثقافة وفنون

“كلثم عبد الله” تطرح كتابها الجديد في معرض الكتاب.. “بيني وبيني” أدب مخلوط بملح الأرض وسفر لا ينتهي بين ضفتي الذات والكون

كلثم عبد الله أثناء توقيع كتابها الجديد “بيني وبيني” في معرض أبو ظبي الدولي

 

سامي زغدان ـ سيدات الأعمال الدولية

في أمسية ثقافية تموج بأنفاس الكتب وهمسات الحروف، شهد أمس الخميس 1 مايو 2025، في جناح B18 قاعة 22 بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب حدثاً أدبياً استثنائياً، تمثّل في توقيع الإصدار الجديد “بيني وبيني” للكاتبة الإماراتية كلثم عبد الله، الصادرِ عن دار “إبهار للنشر والتوزيع”.

في جناح يغمره نور المعرفة وعبق الحروف، حيث تتلاقى الأنفاس مع أنغام الكلمات، وقفت الأديبة الإماراتية كلثم عبد الله كفنانة توشّح لوحتها الأخيرة قبل أن تقدمها للعالم. “بيني وبيني” ليس مجرد عنوان على غلاف، بل هو نبض أدبي جديد ينبثق من قلب أبوظبي، يحمل بين طياته عوالم تتناغم فيها الذات مع الوجود في سيمفونية لغوية أخّاذة.

تنسج الكاتبة في هذا العمل حكاية الروح الإنسانية بخيوط من نور، حيث تتحول الصفحات إلى مرايا تعكس أعمق الأسئلة وأكثرها حميمية. هنا، في هذا الفضاء السردي الفريد، يصبح القارئ شريكاً في الرحلة لا متلقياً فحسب، يغوص مع الكاتبة في طبقات الوعي، من ذكريات الماضي التي تتدلى كثمار ناضجة، إلى أسئلة الحاضر التي تتفتح كبراعم في فصل الربيع، وصولاً إلى توقعات المستقبل التي تتلألأُ كنجوم في سماء الليل.

كلثم عبد الله أثناء توقيع كتابها الجديد “بيني وبيني”

يمثل هذا الإصدار ذروة نضج إبداعي بدأ قبل أكثر من عقدين، منذ أن أطلقت الكاتبة أولى أعمالها “شذى الرايح” كنداء أدبي أول، مروراً بـ”نقش في زوايا الذاكرة” الذي مثل انعطافة نحو الأعماق، و”حكايات من تراث الإمارات” الذي جسّد الحنين إلى الجذور، وصولاً إلى “ملامح الماء” التي مثلت تحولاً نحو العالمية.

واليوم، يأتي “بيني وبيني” ليكون تتويجاً لهذه المسيرة، وكأنه اللوحة التي جمعت كل دروس السابقين وأضافت إليها بصمة جديدة.

 

“بيني وبيني” هو ذلك النداء الخافت الذي يتردد في أروقة النفس، هو الحوار الصامت بين المرء وذاته، هو الجسر المضيء الذي يعبره القارئ من عالم الواقع إلى فضاء التأمل. إنه ليس كتاباً يُختزل في قراءة، بل هو رفيق رحلة وجودية، مرآة تُرى فيها الذات بكل تجلياتها، ونافذة تطل منها الروح على آفاق المعنى.

هذا العمل ليس مجرد إضافة إلى المكتبة العربية، بل هو إعلان عن مرحلة جديدة في الأدب الإماراتي، حيث تلتقي الأصالة بالحداثة، والخصوصية بالعالمية.

“بيني وبيني” يدعوك لا لقراءته فقط، بل لتعيشه، لتتنفسه، لتحملهُ في قلبك كما تحمل الذكريات العزيزة. إنه الكتاب الذي سيترك في نفسك أثراً كالوشم الجميل، لا يزول مع تقلبات الزمن.

 

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى