الجحيم أم السلام؟
الجحيم أم السلام؟ سيناريوهات الصراع الأميركي الإيراني... من الضربة الأولى إلى النار الكبرى أم الالتزام؟

في موقف سياسي وعسكري غير مسبوق ممثلا بحشد الولايات المتحدة لقوة عسكرية ضاربة مكونة من حاملتي الطائرات (“كارل فينسون” التي ستنضم إلى حاملة الطائرات “هاري إس. ترومان) مع مجموعة المدمرات البحرية المرافقه لهما، ويمثل تمركز حاملتي طائرات وفي وقت واحد مؤشرا خطيرا على جاهزية القوات الأميركية القصوى، كما تم نقل ما يصل إلى ست قاذفات من طراز “بي – 2” إلى قاعدة عسكرية أميركية بريطانية في جزيرة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي، ما يمكن هذه القاذفات الاستراتيجية التي تتمتع بتكنولوجيا الإفلات من رصد الرادارات والمجهزة لحمل أثقل القنابل الأميركية والأسلحة النووية، ومجهزة لحمل أكثر القنابل الأميركية قوة، وهي القنبلة “جي بي يو – 57” التي تزن 30 ألف رطل، وهذا هو السلاح الذي يقول الخبراء إنه يمكن استخدامه لاستهداف البرنامج النووي الإيراني، وليس لدى القوات الجوية الأميركية سوى 20 قاذفة “بي – 2″؛ لذا عادةً لا يتم الإفراط في استخدامها وهذا أيضا مؤشر خطير .

الرد الإيراني المعتاد إلى أين؟
هدد المرشد الإيراني علي خامنئي بأن أي هجوم أميركي أو إسرائيلي سيُواجه بـ”ضربة انتقامية قاسية”.
جاء ذلك رداً على تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بقصف إيران إذا لم توافق على اتفاق تتخلى بموجبه عن برنامجها النووي. وأشار في مقابلة مع قناة “إن بي سي نيوز” خلال عطلة نهاية الأسبوع، قال ترمب: “إذا لم يتوصَّلوا إلى اتفاق، فسيكون هناك قصف لم يروا مثيله من قبل”. وسبق أن حذر الحوثيين والإيرانيين، الاثنين، عبر منصته “تروث سوشيال” من أنّ “الآتي أعظم” إذا لم تتوقف الهجمات على السفن. وقال: “هجماتنا ستتواصل حتى يتوقفوا عن تشكيل تهديد لحرية الملاحة”.
من جانبه، لوَّح علي لاريجاني، مستشار المرشد الإيراني، باحتمال لجوء إيران إلى إنتاج سلاح نووي إذا تعرَّضت لهجوم من الولايات المتحدة. وقال في حديث للتلفزيون الرسمي إن “فتوى المرشد تحرِّم السلاح النووي، لكن إذا أخطأت أميركا، قد يضطر الشعب الإيراني إلى المطالبة بتصنيعه”. وأضاف لاريجاني: “عقلاؤهم (الأميركيون) أنفسهم أدركوا أنهم إذا هاجموا إيران، فسيدفعونها نحو السلاح النووي”.
ونقلت صحيفة “واشنطن فري بيكون” عن جيمس هيويت، مدير الاتصالات في مجلس الأمن القومي الأميركي أن “الرئيس ترامب وإدارته لا يتهاونان مع التهديدات العسكرية”. وتخشى القوى الغربية من تغيير مسار البرنامج النووي الإيراني، بعدما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مخزون إيران من اليورانيوم بنسبة 60 في المائة بات يكفي لإنتاج 6 قنابل، إذا أرادت طهران رفع نسبة التخصيب إلى 90 في المائة المطلوب لإنتاج الأسلحة.
سيناريوهات الحرب أو السلم ؟

أولا / سيناريو الحرب الخاطفة المحتمل
الجميع يترقب كيف سيكون سيناريو الحملة العسكرية على إيران! إنه السلاح الحاسم للجيش الأميركي (الضربات الاستباقية) pre-emptive strikes
الضربة الاستباقية عبارة عن هجوم مضاد مسبق أو رد فعل مسبق لفعل على وشك الحدوث، فهي الضربة أو الهجوم الذي يشن بناء على معلومات مؤكدة بأن هجوم العدو أصبح وشيكا، وتوجه بغرض إحباط وإفشال نوايا وتجهيزات العدو للقيام بالعملية الهجومية. وهي ضربات ضد قوات الجانب الآخر التي نستعد للهجوم أو القيام بأعمال عدائية خطرة، بمعنى أنها توجه أساسا ضد قوات عدو بدأ التحضير استعدادا لعملية هجومية.
التوقيت
بعد اكتشاف نوايا الجانب الآخر الهجومية، وبالتالي تسبب الضربة المسبقة إرباكا لعملية إعادة التجميع لقوات الجانب الآخر، وكذا إرباك سيطرته على قواته، وبالتالي تكبيده خسائر مؤثرة على قدراته لبدء العملية الهجومية.
عمق الضربة المسبقة:
تشن الضربة المسبقة في حدود العمق التكتيكي للجانب الآخر، بهدف تدمير أجزاء من التجميع للقوات التي تستعد للهجوم، وفي عض الحالات قد تصل إلى العمق التعبوي، ويتأثر العمق الذي نصل إليه القوات البرية القائمة بشن الضربة بالآتي:
1 – نوعية وحجم القوات والوسائل المتيسرة لتوجيه الضربة المسبقة، وطبيعة وعمق الهدف.
2 – طبيعة الأرض ومدى تجهيز مسرح العمليات وتوفير القواعد الجوية والمبادأة التي توفر عمقا لعمل القوات الجوية.
3 – طبيعة دفاعات الجانب الآخر وتجهيزاته الهندسية في المنطقة الابتدائية للهجوم، وحجم قواته التي ستواجه الضربة، وتوفير الاحتياطيات واحتمالات تدخلها.
4- التهديدات المحتملة في باقي الاتجاهات الاستراتيجية.
5 – الميول السياسية للسكان المحليين ومدى ولائهم للدولة القائمة بشن الضربة، يجب أن تدار عملية شن الضربة المسبقة بمهارة بحيث يتحقق الآتي:
1 تحقيق المفاجأة.
2 السيطرة المستمرة والحازمة على القوات.
3 المحافظة على التعاون المستمر أثناء تنفيذ الضربة.
4 استغلال نتائج الضربة ومواجهة المواقف الطارئة.
ثانيا : السيناريو الاسوأ (الضربة الشاملة)
سيناريو “الضربة الشاملة” على إيران يشكل احتمالات شديدة الخطورة تتعلق بالأمن الإقليمي والدولي، وقد تشمل:
المنشآت النووية* (مثل مفاعل بوشهر، منشآت نطنز وفوردو)، مراكز الصواريخ، بنى تحتية عسكرية (مطارات، قواعد بحرية، مراكز أبحاث).
ثالثا: أخيرا
نستطيع القول إن جميع المؤشرات تظهر أنهم سيخضعون للإملاءات الأميركية الجادة، كرها وطوعا، سلما أو حربا، وستتهاوى أذرعهم العسكرية والسياسية في الخارج، وسيعيدون بناء علاقاتهم الدولية والعودة إلى نقطة الصفر، بعدما وصل الاقتصاد الإيراني إلى مرحلة الركود والانكماش (6% هذا العام)، والتضخم إلى 50% متراجعا خلف الاقتصاد الفنزويلي والزيمبابويي. وهي الدولة التي على الرغم من امتلاكها ثاني أكبر احتياطي للغاز في العالم، ورابع احتياطي عالمي من النفط الخام، إلا أن اقتصادها هش (هو من بين الأضعف عالميا) مقارنة بعدد السكان.