مقالات وآراء

اقتناع فرنسي- أميركي متزايد بخطر حرب إسرائيلية أوسع على “حزب الله”

 

رندة تقي الدين

خوفٌ وقلقٌ مشتركان في كل من باريس وواشنطن، بشأن إمكانية قيام إسرائيل بشنّ حرب أوسع على لبنان، واستمرار “حزب الله” بعدم الاقتناع بأن مثل هذا الاحتمال وارد بقوة. هذا ما ساد في المحادثات المعمّقة التي أجراها آموس هوكشتاين في باريس، مع الرئاسة الفرنسية ومع المبعوث الرئاسي الفرنسي جان -إيف لودريان الذي تناول معه مسألة جمود قضية انتخاب رئيس في لبنان.

زار هوكشتاين باريس لتنسيق المواقف مع الجانب الفرنسي ووضعه في صورة اتصالاته في لبنان وفي إسرائيل، بالنسبة إلى منع توسيع حرب غزة إلى لبنان، وذلك بعد القمة الأميركية – الفرنسية التي عُقدت في باريس بين الرئيسين إيمانويل ماكرون وضيفه جو بايدن في حزيران (يونيو) الماضي. فهوكشتاين يشارك قلق محاوريه الفرنسيين بأن خطر توسيع الحرب إلى لبنان جدّي. فزيارة هوكشتاين الماضية إلى لبنان كانت بهدف الضغط على “حزب الله” بواسطة رئيس مجلس النواب نبيه بري لوقف القصف، ولباريس أيضاً قنوات تستخدمها لتوصيل الرسالة نفسها: “التحذير من خطر توسيع الحرب”.

إن المعلومات التي لدى العاصمتين تقول إن جزءاً من القيادة العسكرية الإسرائيلية يريد هجوماً واسعاً في لبنان، وإن الرأي العام الإسرائيلي يؤيّد ذلك، لذا أعادوا الاحتياط. أما رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فلم يكن واضحاً تماماً في خلال اتصال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون به الثلاثاء، ويقول إنه مستعد للحلّ الديبلوماسي مع لبنان، لكنه في الوقت نفسه يهدّد بأن إسرائيل مستعدة للهجوم على لبنان إذا استمر “حزب الله” في الحرب.

وترى المصادر بقلق أن ليس جزء من الجيش فحسب يؤيّد الحرب على لبنان، بل يؤيّدها أيضاً وزير الدفاع يوآف غالانت والوزير بيني غانتس وقسم من الكنيست، فثمة ضغط سياسي على نتنياهو ليشنّ حرباً على لبنان. تحاول واشنطن وباريس تنسيق الضغوط مع قنواتهم من أجل التهدئة على الجبهة اللبنانية، وقد تناولا في العمق موضوع الضغط من أجل منع التصعيد. وما يُقلق الجانبين هو الانطباع السائد لدى “حزب الله”، وهي قناعة ليست في مكانها، أن إسرائيل لن تهاجم لبنان، وأنه بذلك يخطئ التقدير، لأن الخطر حقيقي.

وكان هوكشتاين قد حذّر في بيروت من هذا الخطر الحقيقي، وأكّد أن الولايات المتحدة لن تتراجع عن دعمها لإسرائيل. لكنه يبذل جهوداً كبرى مع الجانب الفرنسي من أجل إنجاح مسعى منع التصعيد، خصوصاً أن حرباً أخرى في لبنان ستكون كارثية لحملة الرئيس الأميركي جو بايدن الانتخابية.

إلى ذلك، وعلى صعيد انتخاب رئيس في لبنان، فالجمود والتعطيل ما زالا سيّديّ الموقف، ولا جديد على هذا الصعيد.

نقلا عن النهار

تنويهجميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى