مناقشة كتاب الخطاب النِسوي في العالم الثالث للدكتورة إكرام البدوي
دراسة ثقافية مقارنة في المركز الدولي للمؤتمرات ..
معتز صبري – القاهرة:
نظم المركز الدولي للكتاب التابع للهيئة العامة للكتاب، حفل توقيع ومناقشة كتاب “الخطاب النسوي في العالم الثالث: دراسة ثقافية مقارنة ” الصادر عن الهيئة العامة للكتاب للدكتورة إكرام البدوي، بحضور نخبة من النقاد والأكاديميين والمهتمين.
حيث صرح د. ياسر قنصوه استاذ الفلسفة السياسية بكلية الآداب جامعة طنطا. أن الكتابة في الخطاب النسوي في العالم الثالث تمثل حديث في هوية لم تسفر عن وجهها الحقيقي حتي الآن إذ يوجد نوعا من الغموض والتواطؤ يغيب هذه الهوية لأجل غير مسمي بينما يطرح الواقع مآسية واحداثه المخزية.. ومن هنا فإن الحديث في الخطاب النسوي هو اعادة الاعتبار من جديد لمسألة هوية المراة في العالم الثالث التي تعد طرحا شاملا لمسالة الهوية للإنسان في العالم الثالث في ظل هوية غربية مهينة و مسيطرة علي الأحداث العالمية الآن.. إنه صوت من غاب صوته عند المطالبة بحقوقه في ظل عالم تسود فيه القوة وتضيع فيه الحقوق خاصة حقوق المرأة.
بينما أشارت د. ياسمين أمين، القائم باعمال المعهد الالمانى للابحاث الشرقية بالقاهرة.. أن الكتاب أضاف معلومات مهمة عن الخطاب النسوي ويطرح تصورا للنسوية قد تختلف معه في الرؤية والموقف لكن يثري الحوار المتصل حوار النسوية والجندر الذي يجب التفرقة بينهما مع الوعي بان كل منهما يخدم قضية المراة بطريقته واسلوبه في التناول من زوايا واتجاهات متعددة.. هذا عمل يستحق القراءة والتفكير في افكاره وقضاياه.

وأكدت د. سامية قدري أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس أنها سعدت جدا بمشاركتها في مناقشة كتاب النسوية في العالم الثالث للباحثة الواعدة إكرام البدوي، والحقيقة الكتاب موضوعه من الموضوعات المهمة في تراث دراسات المرأة في مصر ، خاصة وأن الباحثة وسعت مدى المناقشة وراحت تأخذ نماذج من افريقا، آسيا، وأمريكا اللاتينية إتقان بين وضع الحركة النسائية في تلك المناطق من العالم الثالث لتقارن بينهم. مما أسفر على كتاب مميز وتقارب ثقافي واجتماعي واضح بين نماذج العالم الثالث.
وأكدت د. منى الحديدي، أستاذة علم الاجتماع بجامعة حلوان، أن هذا الكتاب يفتح الأبواب الموصدة للإنفتاح على التعددية الثقافية في مجتمعات العالم الثالث، حيث يزخر الكتاب بالمعلومات الثرية ويقدم فيض من الأفكار حول قضايا المرأة في سياقات ثقافية متنوعة، مما يفتح مجالات ومسارات للباحثين المهتمين بدراسات المرأة، لذا يُعد هذا الكتاب مُعيناً للمهتمين بدراسات المرأة حيث يفتح لهم مجالات ومسارت جديدة للبحث في هذا المجال.

كما طرحت د. إكرام البدوي الكاتبة فكرة.. إنه حين نتحدث مفهوم العالم الثالث فنحن بصدد أزمة هوية،
فقد حاول الخطاب النسوي في العالم الثالث أن يتجاوز الحدود الجغرافية ليندمج مع الخطاب النسوي العالمي المعاصر ولكن ما جدوى هذه المحاولة؟ ليبقى السؤال؛ من خلال ما يتم تقديمه وإنتاجه، من قِبل النسويات أو الكاتبات عن النسوية؛ هل الخطاب النسوي يعبر عن حاجة العالم الثالث فعلا؟ هل ناقش الخطاب القضايا الجادة التي هي بحاجة للنقاش في العالم الثالث؟ انطلق هذا الكتاب من هذه التساؤلات، ومن ثَمّ جاء تحديد ملامحه من خلال تقييمه إلى مجموعة من الخطابات تحمل هويتها الإنسانية أولا، والنسوية ثانيا، تناولت الخطاب النسوي العربي، والخطاب النسوي الأسيوي والخطاب النسوي اللاتيني.
يحاول الخطاب النسوي في العالم الثالث أن يتجاوز الحدود الجغرافية ليندمج مع الخطاب النسوي العالمي المعاصر، محاولًا تشكيل خطاب يتجاوز الثوابت ويتقبل المتغيرات؛ أما الثوابت فهي الخاصة التي يتمتع بها هذا المجتمع عبر عاداته وتقاليده وإرثه الحضاري، وتبقى المتغيرات مرهونة بالوافد الثقافي الغربي ومدى تأثيره في الحِراك المجتمعي، من ناحية، ومدى فاعلية هذه المجتمعات في هضم هذه المتغيرات وقبولها وإنتاج رؤى جديدة من ناحية أخرى.
ومن خلال هذا الكتاب، نحاول تقسيم مسوغات حضور هذا الخطاب ومدى تأثيره في تحول الحياة في القرن الواحد والعشرين، حيث يحاول هذا الكتاب فك الأبواب المؤصدة والانفتاح على التعددية الثقافية، التي نعرج فيها على الوجوة النسوية في مجتمعنا العربي مرورًا بجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية، وعرض صفحات من النضال الباسل من قِبل النسويات في أفريقيا واستراتيجيات الدفاع عن الثقافة الأم وحمايتها من الغزو الثقافي.



