مال وأعمال

القمة العالمية للحكومات.. مخرجات COP28 على طاولة الحوار العالمي

المصدر: العين الإخبارية

ستكون نتائج مؤتمر المناخ COP28 التاريخية، حاضرة بقوة على طاولة القمة العالمية للحكومات، عبر مجموعة من المحاور المتوقع مناقشتها.

وتُعقد القمة العالمية للحكومات 2024 في الفترة من 14-12 فبراير/ شباط 2024، في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، تحت شعار “استشراف حكومات المستقبل”.

تهدف القمة العالمية للحكومات، وهي منصة عالمية، إلى استشراف مستقبل الحكومات حول العالم، وتحدد لدى انعقادها سنوياً برنامج عمل حكومات المستقبل مع التركيز على تسخير التكنولوجيا والابتكار لمواجهة التحديات التي تواجه البشرية.

تجمع القمة هذا العام 120 وفداً حكومياً وأكثر من 85 منظمة دولية وإقليمية، إضافة إلى نخبة من قادة الفكر والخبراء العالميين، وبحضور أكثر من 4000 مشارك من جميع أنحاء العالم للمشاركة والمساهمة في تطوير الأدوات والسياسات والنماذج التي تعتبر من ضروريات تشكيل الحكومات المستقبلية.

وتضم القمة العالمية للحكومات في دورتها الجديدة 6 محاور رئيسية، و15 منتدى عالمياً تبحث التوجهات والتحولات المستقبلية العالمية الكبرى في أكثر من 110 جلسات رئيسية حوارية وتفاعلية، إضافة إلى عقد أكثر من 23 اجتماعاً وزارياً وجلسة تنفيذية بحضور أكثر من 300 وزير

تُعد القمة العالمية للحكومات 2024 فرصة مهمة للبناء على ما حققه COP28 عبر تضمين مخرجات المؤتمر في المناقشات، وتعزيز التعاون بين الحكومات في مجال تغير المناخ.

الذكاء الاصطناعي والآفاق المستقبلية الجديدة

ستسلط القمة الضوء على أهمية تنظيم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وتصميمها أخلاقياً، إضافة إلى التعرف على الاتجاهات الناشئة التي تعد واحدة من الضروريات للحكومات والمنظمات الدولية، التي تستكشف التكنولوجيا المستقبلية بأبعادها.

في نفس الوقت، تساعد هذه التكنولوجيا في مواجهة تغير المناخ بطرق عدة، لعل أبرزها الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري خلال تطوير مصادر الطاقة المتجددة، على سبيل المثال، بجانب دورها في التكيف مع آثار الطقس المتطرف، من خلال تطوير أنظمة الإنذار المبكر للتنبؤ بالظواهر المناخية القاسية، وتوفير المعلومات والبيانات اللازمة لفهم تغير المناخ، وذلك من خلال تطوير الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار لمراقبة الأرض ومناخها، وتحليل هذه البيانات.

ستكون خارطة طريق دمج التقنيات الحديثة للذكاء الاصطناعي في العمل المناخي، والتي وضعها مؤتمر المناخ في دبي لأول مرة وكانت محورًا لعدد كبير من الأحداث الجانبية في COP28، حاضرة في فعاليات قمة الحكومات.

قد تناقش الحكومات أيضًا مبادرة الأمم المتحدة لتغير المناخ بشأن الذكاء الاصطناعي للعمل المناخي، التي تأسست في يونيو/حزيران 2023، وظهرت في القرار النهائي لمؤتمر COP28، على اعتبار أنها أداة قوية للنهوض بالحلول المناخية التحويلية، وتوسيع نطاقها في الدول النامية التي تشارك حكوماتها في القمة.

الاستدامة والتحولات العالمية الجديدة

تواجه الحوكمة والاقتصاد العالمي تغيراً جذرياً بسبب الأهمية المتزايدة التي تحملها الاستدامة، مما يجعلها أحد المحاور الرئيسية للقمة الحكومية العالمية.

وسيتحتم على الحكومات والقطاع الخاص والأفراد في مختلف أنحاء العالم، إدراك أهمية تبني الممارسات البيئية المستدامة، لضمان عالم أكثر إنصافاً وعدلاً، إضافة إلى تأمين الوصول إلى الغذاء والمياه والطاقة، مع تعزيز الازدهار والمرونة على المدى الطويل.

نجح مؤتمر COP28 في التوصل إلى قرارات مهمة لدعم الاستدامة في جميع أنحاء العالم على كافة المستويات، بجانب تدشين العديد من التعهدات الدولية لتعزيز الاستدامة.

أبرزها توقيع 134 دولة على إعلان COP28 بشأن “الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة والعمل المناخي”، الذي سيسهم في بناء منظومة غذائية وزراعية مستقبلية عالمية مستدامة.

 أسفر COP28 أيضًا عن حزمة قرارات وتعهدات تضمن الحفاظ على النظم البيئية للمياه العذبة واستعادة كفاءتها، وتحسين إدارة المياه في المناطق الحضرية، وتعزيز النظم الغذائية القادرة على للتكيُّف مع نُدرة المياه.

كما شكلت نتائج COP28 خارطة طريق لتحقيق مستقبل طاقة مستدام، يعتمد على تسريع التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري في قطاع الطاقة بشكل عادل ومنصف، من ضمن قرارات تاريخية أخرى.

لذا ستتطرق الجلسات والموائد المستديرة المتعلقة بالاستدامة في قمة الحكومات إلى مخرجات COP28 المرتبطة بالأمن الغذائي، وأمن المياه، وأمن الطاقة، باعتبارها تمثل العناصر الرئيسية لتحقيق الاستدامة.

التوسع الحضري وأولويات الصحة العالمية

أصبح التوسع الحضري المتسارع والأولويات الصحية العالمية، حاجة أساسية في إنشاء مدن مستدامة، صحية وشاملة. إذ تستطيع الحكومات خلق بيئات حضرية تتميز بأنظمة تنقل مبتكرة، وسهلة الوصول، وذات تأثير فعال، من خلال تحديد المدن لتكون مراكز ديناميكية للنمو والابتكار المستدام، ومن خلال دمج حلول التنقل المبتكرة واعتماد التصاميم الحضرية الجديدة.

ستبني بعض جلسات القمة العالمية للحكومات مناقشاتها على نتائج COP28، فيما يتعلق بالتوسع الحضري، والحلول المبتكرة والمستدامة للمدن، وأولويات الصحة العالمية.

وفي يوم “العمل متعدد المستويات والتوسع العمراني والبيئة الحضرية والنقل” بمؤتمر COP28، أطلقت رئاسة المؤتمر مجموعة شراكات لتسريع الانتقال إلى الحياد المناخي وتعزيز المرونة المناخية في المدن، بما يشمل قطاعات متعددة كالمباني، وأنظمة إدارة النفايات والموارد، ومرونة المياه في المناطق الحضرية، واستعادة الطبيعة الحضرية.

وتأسست الإعلانات على الالتزامات التي قدمها المشاركون في قمة العمل المناخي المحلي التي عُقدت في بداية مؤتمر COP28، والتي شهدت إطلاق أكثر من 60 دولة لمبادرة تحالف الشراكات متعددة المستويات عالية الطموح للعمل المناخي (CHAMP)، بهدف تلبية احتياجات المدن والمناطق خلال إعداد الالتزامات والاستراتيجيات المناخية الاتحادية والوطنية.

كما وقعت 123 دولة، في COP28 على إعلان المناخ والصحة، والذي يستهدف تسريع العمل المناخي بهدف حماية صحة البشر من التداعيات المتزايدة لتغير المناخ.

يغطي الإعلان مجموعة من مجالات العمل المناخي والصحي، منها إنشاء منظومات صحية مرنة مناخياً ومستدامة ومنصفة، وتعزيز سُبل التعاون بين القطاعات لخفض الانبعاثات وتحقيق أقصى استفادة من العمل المناخي لتحسين الصحة، وزيادة التمويل للحلول المناخية والصحية.

زر الذهاب إلى الأعلى