الإماراتثقافة وفنونعربي ودولي

الدورة السابعة من “مؤشر الإمارات الثقافي” تنجز 75% من البحث الميداني بإمارات الدولة

أبوظبي:

قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة أن مبادرة ” مؤشر الإمارات الثقافي” الذي يتناول العوامل المؤثرة في الثقافة السائدة بالمجتمع الإماراتي يعد واحداً من أهم المشاريع الثقافية التي قدمتها الوزارة منذ عام 2008 وحتى اليوم باعتباره أحد المرجعيات التي يمكن الاعتماد عليها في رسم الخطط الاستراتيجية الثقافية، والتي تتوافق مع رؤية الإمارات 2021، مؤكداً أن دولة الإمارات العربية المتحدة تبوأت المرتبة الثالثة عام 2015 في التنافسية في مؤشر الثقافة الوطني على مستوى العالم، بما يدلل على دور البعد الثقافي في النهضة الشاملة التي تعيشها الإمارات في ظل قيادتنا الرشيدة ليصبح البعد الرابع المضاف إلى الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

جاء ذلك خلال متابعة معاليه لأعمال الدورة الجديدة من المؤشر الثقافي الذي تنظمه الثقافة للوقوف على الوضع الثقافي والاتجاهات السائدة في المجتمع الإماراتي بالتعاون مع جامعة الشارقة والهيئة الاتحادية للتنافسية والاحصاء ومركز دبي للإحصاء ودائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي، الذي يعتمد على إجراء دراسة ميدانية استطلاعية ترتكز على زيارة الباحثين الميدانيين لحوالي 1000 من الأسر الإماراتية تم اختيارها بأسلوب علمي بحيث تغطي العينة المختارة كافة إمارات الدولة وجميع الطبقات باستخدام أسلوب المقابلة المباشرة المستهدف لتشكل هذه الأسر في مجملها عينة شاملة تغطي التنوع داخل المجتمع الإماراتي من حيث الجنس والفئة العمرية والمستوى التعليمي ومنطقة السكن إضافة إلى عينة أخري تضم 100 شخصية عامة من القيادات التي تشغل مناصب عليا في الوزارات الحكومية الاتحادية والدوائر المحلية وبعض مؤسسات القطاع الخاص.

وأوضح معالي الشيخ نهيان بن مبارك أن المشروع يهدف إلى الوقوف على أهم القيم الثقافية والمجتمعية داخل المجتمع الإماراتي عبر منهجية وآلية تنفيذ مدروسة ومطورة بحيث تغطي الإمارات كافة للوصول إلى نتائج وتوصيات ومبادرات من شأنها تعزيز القيم المجتمعية التي تحرص الوزارة على نشرها في المجتمع إضافة إلى التعرف على مدى تأثير الحراك التنموي والاستراتيجي الذي ساد الدولة بعد سلسلة من الإجراءات والنشاطات التي تقوم بها مختلف الوزارات والهيئات الحكومية والدوائر المحلية التي انبثقت عن نتائج الدراسات والمؤشرات السابقة والمرتبطة بتأثير التغيرات الاقتصادية والاجتماعية.

وأفاد معاليه بأن هذه الدراسة التي بدأت دورتها السابعة وجاري البحث والعمل الميداني بكافة إمارات الدولة حتى نهاية الشهر الجاري حيث تم إنجاز أكثر من 75% من العينة المستهدفة بكافة إمارات الدولة، مؤكداً أن كل المعلومات الواردة بها سرية تماما ولا تستعمل إلا لغرض البحث العلمي فقط وتظل ضمن نطاق اللجنة المشرفة على المؤشر الثقافي الإماراتي لافتا إلى أن الوزارة نفذت المؤشر الذي يرصد بوضوح الاتجاهات الاجتماعية والثقافية والوطنية وأهم القيم المجتمعية التي يؤمن بها ويطبقها في حياته والتي منها شعور المواطن بأهمية الوقت في تنمية إنتاجيته وحبه لبلده وولائه لها إضافة إلى التزامه بالقيم الثابتة والفضائل واهتمامه بالعلم والمعرفة وحبه للعمل الجماعي وصولاً إلى القيم والاتجاهات السائدة بشكل عام في المجتمع.

وعن أهمية المؤشر الثقافي أوضح معاليه أن وزارة الثقافة سوف تتيح نتائج الدراسة لمؤسسات الدولة لوضعها في الاعتبار أثناء وضع خططها الاستراتيجية والمستقبلية ومن هنا تأتي أهمية المشروع والدراسة التي سيجريها الباحثون والخبراء الأكاديميون على نتائج البحث الميداني.

وأوضح معاليه أن المؤشر الثقافي اعتمد أربعة محددات رئيسية هي نظرة المجتمع الإماراتي للعالم من خلال التوجه الزمني والثراء الثقافي والمعرفة، أما البعد الثاني فيتعلق بقيم المجتمع وفضائله من خلال الهيكل الأخلاقي والفضائل الصغرى، والتعليم، أما الثالث فيركز على السلوك الاقتصادي للأفراد داخل المجتمع الإماراتي من خلال رصد العمل والإنجاز، ورؤية الأفراد للاقتصاد ومعدلات الازدهار، والجرأة والريادة في مجال الأعمال، والمنافسة والابتكار والتقدم الوظيفي، والمحدد الرابع يبحث في السلوك الاجتماعي للأفراد من خلال رصد قناعتهم بدور القانون في تسير شؤون الحياة، ومحيط التعارف والثقة القائمة بين أفراده ومعدلات الترابط الأسري والمجتمعي، ورؤية الفرد لمصالحه مقابل المجموع ورؤيته للسلطة، ودور النخبة في الحياة العامة والتكامل فيما بين الرجل والمرأة والأطفال.

وأضاف معاليه أن نتائج الدورات السابقة من مؤشر الإمارات الثقافي تثبت على أرض الواقع تطور المجتمع الإماراتي وارتفاع مستوى الوعي المجتمعي حيث خرجت الدراسات التحليلية للمؤشر عام 2008 وصلت إلى 65% فيما ازدادت هذه النسبة إلى 66% عام 2009 لتصل إلى 80.3% وفق قياسات المؤشر للعام 2015 بما يؤكد على أن الجهود والخطط والمبادرات التي قامت بها حكومتنا الرشيدة قد آتت ثمارها، مثمنا جهود كافة الشركاء في إنجاز هذه المبادرة التي لا شك ستعود بالخير على المجتمع الإماراتي بشكل عام.

ونبه معالي الشيخ نهيان بن مبارك إلى أن وزارة الثقافة وتنمية المعرفة تركز في كافة مشاريعها وبرامجها على رفع مستوى الوعي الثقافي لدى أفراد المجتمع والمحافظة على الهوية الوطنية وتعزيز مقوماتها وتعزيز قدرات الموهوبين والاستثمار الأمثل لطاقات الشباب الإماراتي ورعاية المبتكرين والمبدعين والحفاظ على تراثنا وقيمنا الأصيلة، مؤكداً سعي الوزارة الدائم لتقديم كافة الخدمات وفق معاير الجودة والكفاءة والشفافية التي تتسق مع أرقى المواصفات العالمية.

وقال معاليه إن مبادرة مؤشر الإمارات الثقافي لم يكن ليكتب لها النجاح بدون الدعم والرعاية الكريمة من جانب قيادتنا الرشيدة ممثلة بصاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، حكام الإمارات، لدعمهم الكبير وجهودهم المباركة لتعزيز ثقافة الخير والعطاء وتنمية الفكر والمعرفة لكافة فئات المجتمع الإماراتي.

زر الذهاب إلى الأعلى