الإمارات

عبد العليم حريص: بروتوكولات حكماء عرب

أما آن لنا أن نرمي عباءة “المؤامرة الكونية التي تحاك ضد العرب؟” وهي في حقيقيتها لا تعدو أكثر من شماعة معلقة على حائط مبكانا، الذي شيدناه بأيدينا..!

أما ساد العرب والمسلمون العالم متى أردوا وغزوا العالم بفكرهم وحضارتهم لحقب من الزمن!

ولكننا في ظل ثقافة متنامية غزت عقولنا، التي لا تبصر إلا تواريخ فشلنا أم الغرب، هذا التداعيات “الحتمية” والقوالب التي صممت على مقاس أدمغتنا، صارت أمراً واقعاً لا يبقل الشك أو التغيير.

منذ أن اطلعت على كتاب “بروتوكولات – أو قواعد – حكماء صهيون” روادتني فكرة مجنونة بأن هذا الكتاب ينتظر الصدفة أو أن أحداً متعصباً يتبنى أفكاره، وبإمكاني أن أكتب مؤلفا مثله وأوقع منه من حيث الطرح والديباجة، ومن ثم أنتظر الصدفة والأجيال القادمة تنتظر أن تتحقق نبوءاته، فما تحقق من البروتوكولات دعّم موقف المؤلف، وما لم يتحقق منها، سيظل كل العالم ينتظره، نظراً لما تحقق من سابقيها.

السؤال لماذا لا نفاجئ الغرب والكيان الصهيوني بمؤَلف بروتوكولات حكماء عرب؟

ولدينا من وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ما يكفي للترويج عن هذا الكتاب السري العلني..!

نأخذ مثالاً هب أن عربياً اشترى نادياً رياضياً أو قناة غربية، لماذا لا نستغل إعلامنا الذي يطارد أسماعنا بكل غث وسمين، للترويج لهذه الفكرة أو “الكذبة” التي اخترعناها نحن بأنفسنا وصدقناها، وعلى العالم أن يصدقها؛ لأننا جزء منه، وهو جزء منا؟

فكل ما حدث ويحدث حولنا من صراعات وحروب وحصار، بدأ مجرد مزحة أو كلمة قيلت وسخرنا منها، ولكنها تحققت وصرنا نضرب كفاً بكف، من هول المهازل التي تجري حولنا في العالم، وفي تقديرنا أنها كانت مجرد مزحة…!

ومن ثم نعطي أنفسنا مهلة زمنية طالت أو قصرت، ونعيد الكرة حتى لا ينسى العالم أننا ماضون في مخططنا لنسود العالم، من خلال تنفيذ ما جاء في كتاب “بروتوكولات حكماء عرب”، وقتها ستجد الغرب يسعون للتحقق من هذه البروتوكولات والوقوف عليها بعين الراصد، لا بعين المستهزئ.

لذلك أنا أدعو كتّابنا العرب لتبني الفكرة، والعمل عليها، وكما تعلمون لن يستغرق العمل جهداً، هي كلها مجرد خيالات تحققت وحالفنا الحظ فهذا قدرنا، وإن لم يتحقق منها شيء، سيظل العالم ينتظر تحقيقها،وبذلك نقضي على المؤامرة الكونية ضدنا، ونزرع الأمل في نفوس أبنائنا، فلا بأس بقليل من الخيال مادام سيشعرنا بالأمل..

a.haris@ibw.media

زر الذهاب إلى الأعلى