ثقافة وفنونمميز

خنجر الملك توت ونيازك الحديد.. أصل الحكاية

المصدر: العين الإخبارية

قبل نحو ست سنوات، كشفت دراسة أن الحديد المستخدم في خنجر الملك توت عنخ آمون، كان مصدره أحد النيازك.

ولكن دراسة جديدة نشرت في العدد الأخير من دورية “علم النيازك والكواكب”، وقادتها الباحثة توموكو أراي، من مركز أبحاث استكشاف الكواكب باليابان، توصلت إلى ما هو أبعد من ذلك، وهو أن النيزك الذي جاء منه الحديد، كان من مجموعة تسمى “الأوكتاهيدريت”، وهي أكبر النيازك الحديدية المعروفة.

ومنذ اكتشاف مقبرة الملك توت في أوائل القرن العشرين، كان الخنجر ذو الشفرة الحديدية، لافتا للاهتمام، ذلك أن العصر الحديدي لم يكن قد بدأ بعد، ولم يتعلم البشر بعد كيفية تسخين الحديد الأصلي إلى درجات حرارة كافية للصهر، ولذلك كان من المفترض أن شفرة الخنجر صنعت عن طريق ضرب المعدن من نيزك وجد في مكان قريب.

ولم يكن هناك خلاف بين العلماء على الأصل الفضائي للنيزك، ولكن الباحثة اليابانية توموكو أراي، التي استطاعت بمشاركة باحثين مصريين، التوصل لنوع النيازك التي جاء منها حديد الخنجر، وجدت صعوبة في إقناع العلماء المسؤولين عن مراجعة الأبحاث التي يتم ارسالها لدورية “علم النيازك والكواكب” بحقيقة أن حديد الخنجر ينتمي إلى نيازك “الأوكتاهيدريت”.

وتقول توموكو لـ “العين الإخبارية”: “كان هناك صعوبة في إقناع المراجعين، بأن نمط الغرز المتقاطع الذي وجدناه على جزء واحد من الخنجر، عن طريق التحليلات الكيميائية دون لمس الخنجر، هي عبارة عن ما يسمى (أشكال فيدمان شتيتن)، وهي نمط فريد من بلورات من الحديد والنيكل توجد في بعض النيازك، وتشير إلى انتماءه لمجموعة تسمى (الأوكتاهيدريت)، وهي أكبر النيازك الحديدية المعروفة”.

وصعوبة الإقناع جاءت، كما توضح توموكو، من أن نمط الغرز المتقاطع، المميز لـ (أشكال فيدمان شتيتن) يتم رؤيته في جزء واحد من الخنجر، وليس واضحًا جدًا في كامل السطح، ولا يمكن رؤيته بوضوح بالعين المجردة، لذلك لم يلاحظه الباحثون السابقون الذين عملوا على الخنجر.

وتقول توموكو: “من أجل رؤية بنية (أشكال فيدمان شتيتن) بصريًا، نحتاج إلى إجراء معاملة كيميائية تعرف باسم (النقش الكيميائي )، وهي معاملة تستخدم رذاذًا كيميائيًا عالي الضغط ودرجة حرارة عالية لكشف التفاصيل الدقيقة في المعدن، وهو أمر غير مسموح بتنفيذه مع المقتنيات الأثرية، كما يمكن أيضا استخدام طريقة تعتمد على (رسم خرائط للنيكل تحت الفراغ) عن طريق شعاع الإلكترون، كما نفعل عمومًا في دراسات النيزك، لكن لا يمكننا فعل ذلك أيضًا بسبب الطبيعة الأثرية للخنجر”

وتضيف: “وجدنا ضالتنا في الأشعة السينية، التي نجحنا باستخدامها في الكشف عن تركيزات الحديد والنيكل والمنغنيز والكوبالت، وكان توزيعها مماثلا لما وجدناه من تحليل لعينة النيزك الياباني (شيراهاجي) والذي تظهر فيه (أشكال فيدمان شتيتن) بشكل بصري واضح على السطح، ومع تحليلات المقارنة بين النيزك الياباني وخنجر الملك توت، نجحنا في إقناع المراجعين أن نمط الغرز المتقاطع على خنجر توت كان دليلًا على بنية (أشكال فيدمان شتيتن)”.

زر الذهاب إلى الأعلى