ثقافة وفنون

الخلصان ومجدي الحاج ومنيار والنداوي يطوفون بالقصيدة في بيت الشعر في الشارقة

في حضور جماهيري لافت نظم بيت الشعر في الشارقة ضمن نشاط منتدى الثلاثاء أمسية شعرية شارك فيها كل من الشاعر جابر الخلصان من الإمارات، ومجدي الحاج من السودان، ومنيار العيسى من سوريا، ونزار النداوي من العراق، وحضرها محمد البريكي مدير بيت الشعر، وقدمها الشاعر الإعلامي رعد أمان.
افتتح الأمسية الشاعر جابر الخلصان بتطواف شعري بين مدن القصيدة وهموم الذات والعاطفة، فقرأ للشعر وعالميته، وللأم وما تضفيه من وهج أخاذ على القصيدة، ومما قرأ من قصيدة “أيا أمي”:

ما زالَ  حَدُّ الدَّهرِ في صَدْري
ليُدْميني وَ يُنْزِفُني
وَ قَلْبي دامِعُ العَيْنينِ..
حُزْني صَخْرَةٌ صَمّاءُ باتَتْ تَعْتلي صَدري
بِحَدٍّ نافذٍ تَرْمي…
أَيا أُمّي ..
فِراقُكِ أَصْعَبُ الآلامِ
أُمّي ..
لَيْتَني أَلْقاكِ
أُمّي بَدْرُ أَحْلامي
وَ نورُ الدَّرْبِ
أَنْتِ الفِكْرُ وَ التَّفْكيرُ يا أُمّي

قرأ الشاعر السوداني مجدي الحاج نصوصًا عبرت أنهار الوطن، ورافقت القصيدة في ضوضاء حضورها في التراث والحاضر، وعبرت الزمان ومحطاته، والمكان وتفاصيله بلغة رشيقة، ومما قرأ:

لِي سَكْتَتِي فِي الشِّعْرِ لِي ضَوْضَائِي
لِي دَمْعَةٌ فِي مُقْلَةٍ عَمْيَاءِ

آذنْتُ “خَوْلَةَ” بِالرَّحِيلِ فَلَمْ أَجِدْ
إلا احْتِبَاسَ الدَّمْعِ في “أسْمَائِي”

وَسَمِعْتُ مَا ألقَتْهُ دَمْعَةُ “هُدْهُدِي”
وَرَوْتْهُ عَنْ “بَلْقِيسَ” مِنْ أَنْبَاءِ

الشاعر السوري منيار العيسى تلمس بشعره الكثير من التفاصيل، والتقط صورًا متحركة في الحياة بعدسة ترى الصورة من منظور مختلف تؤنقه الحروف، وترسمه ظلال المعاني، ومما قرأ:

نبكي لأتفهِ حادث في اليومِ
نبكي حينَ يسبقُنا القطارُ
وحينَ يسبقُنا الصباحُ
وحينَ تهربُ في الطريقِ أمامَنا بعضُ القططْ.
نبكي فقطْ.
ما الدمعُ؟ – أسرارٌ مضى عُمْر عليها وهْي تصرخُ تحت جلدكَ.
كلنا نبكي
ولا ندري لماذا يفضحُ الدمعُ الهشاشةَ

اختتم القراءات الشعرية نزار النداوي بلغة تسبح في بحار الرمز، وتمتح من روح الأدب الصوفي، وتدعو إلى التأمل في الكثير من القضايا، ومن “مدونة الغياب” قرأ:

عــبـــروا اسـتــعــــارات الـمـجـــاز وراحــــوا
شُـغـفـوا، فـهـامــوا، فـاكـتـووا، فـأبـاحـــوا

قــلــــق الـمـســـافـــــة كـان أرق صـبـــرهـم
فـــتــقــطـّــروا مــلــحــــاً بـــه، وارتـــــاحـــــوا

دخـلـــــوا عــلـــى ظلّ الـكـنــــايــة، لـجـــــة
يــــعـــيـــــا بــهــــا الـنّــــوتـــــي، والــــمـــــلاح

مـــــرّوا علـى العتـبــــات، حـلــمــاً شـــــارداً
لـــــم يــــســتــطــــع تـــفــــسـيــــرَه الـــشُّــــرّاح

وفي ختام الأمسية كرم محمد البريكي الشعراء المشاركين في الأمسية.

زر الذهاب إلى الأعلى