الكويتيون يستذكرون الدور البطولي للإمارات في الذكرى التاسعة والعشرين على التحرير
مصادر ـ دبى
في الذكرى التاسعة والعشرين على التحرير يستذكر الكويتيون الدور البطولي للإمارات، ووقوفها إلى جانب بلادهم خلال محنة الغزو العراقي من 2 أغسطس/آب 1990 وصولا إلى تحريرها في 26 فبراير/شباط من العام التالي.
وسطر الإماراتيون قيادة وحكومة وجيشا وشعبا أروع معاني الوفاء والدعم والحب للكويت وشعبها، حيث قدّمت الإمارات 8 شهداء و21 جريحاً دفاعاً عن الحق والشرعية، ومبادئ حسن الجوار.
وتجلى الموقف الإماراتي البطولي من الغزو العراقي منذ بدايته، عندما أكد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تمسكه بالشرعية الكويتية، وإدانته الواضحة ورفضه التام لأي مبرر للغزو، بقوله: “إذا وقعت أي واقعة على الكويت فإننا لا نجد من الوقوف معها بدا مهما حدث.. فهذا شيء نعتبره فرضا علينا يمليه واقعنا وتقاربنا وإخوتنا”.
وكان الشيخ زايد بن سلطان، في يوم الثاني من أغسطس/آب 1990 بمدينة الإسكندرية المصرية، عندما توالت أنباء الغزو العراقي للكويت، فأسرع بإجراء مباحثات عاجلة مع الرئيس المصري آنذاك حسني مبارك، وتوجه عصر اليوم نفسه إلى مدينة جدة بالسعودية للتشاور مع خادم الحرمين الشريفين آنذاك الملك فهد بن عبدالعزيز.
وفي صباح اليوم التالي، عاد إلى أبوظبي وأصدر أمراً بإلغاء احتفالات عيد الجلوس الرابع والعشرين الذي يصادف يوم 6 أغسطس/آب، كما كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، من أوائل القادة العرب الذين استجابوا لطلب الرئيس المصري بعقد قمة عربية طارئة لمناقشة الغزو العراقي للكويت.
بطولات خالدة
وكان لدولة الإمارات وجيشها الباسل وقفة حازمة إلى جانب الكويت، حيث شاركت القوات المسلحة الإماراتية في جميع مراحل الحرب علما بأنها هي أول قوة دخلت الكويت بعد التحرير، كما أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كان أول رئيس دولة يزور الكويت بعد التحرير.
أبناء الإمارات بدمائهم الطاهرة سطروا ملاحم بطولية في دفاعهم عن الحق والشرعية في حرب تحرير الكويت وشاركت بفعالية في معركة “عملية عاصفة الصحراء” ضمن قوات التحالف الدولي، ومع قوات مجلس التعاون الخليجي وبلغ عدد شهدائها 8 و21 جريحا.
وقد تضمن تشكيل تلك القوات: قوات برية مع جميع وحدات الإسناد التابعة لها، كما شاركت القوات الجوية الإماراتية بفعالية من بداية العمليات الحربية ضمن قوات التحالف الدولي وضمن القوات الجوية لمجلس التعاون الخليجي وبلغ عدد الطلعات التي تم تنفيذها 173 طلعة جوية بدون خسائر.
ووقفت القوات المسلحة الإماراتية إلى جانب دولة الكويت في أزمتها خلال فترة الغزو العراقي العام 1990 وصولا إلى التحرير في 26 فبراير 1991 وهو نهج دولة الإمارات وعهدها الدائم في وقوفها مع أشقائها العرب في كل الظروف والأزمات إيمانا منها بوحدة المصير وتعبيرا عن تمسكها بالقانون والشرعية الدولية ومبادئ حسن الجوار ومد يد العون للشقيق والصديق والسعي لنصرة المظلوم وإعادة الحق إلى أصحابه.
قلوب وبيوت مفتوحة للكويتيين
على الصعيد الشعبي، لم يتوان أبناء الإمارات عن حمل السلاح والتطوع والانخراط في القوات المسلحة دفاعا عن الوطن واستعدادا لمرحلة ما بعد تحرير الكويت تلبية لنداء الواجب ولدعوة وجهها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
أيضا فتح الشعب الإماراتي قلبه قبل بيوته للكويتيين ليتقاسموا معاً كل شيء، واستضافت الإمارات عشرات آلاف من الأسر الكويتية على أرضها.
دعم مستمر
وفي 27 فبراير/شباط 1991 هنأ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في اتصال هاتفي، المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت آنذاك والشعب الكويتي باسترداد حريتهم من الاحتلال العراقي وإعادة الحق إلى نصابه.
وأدت قوات الإمارات بعد التحرير عدة مهام وأدوار تمثلت في إزالة الألغام وحماية سفارة البلاد وتوزيع المساعدات على المتضررين وإزالة مخلفات الحرب وإعادة وإصلاح المرافق وتنظيم إعادة بعض الأسر الكويتية على طائرات القوات الجوية والقيام بدوريات حفظ الأمن ونقاط التفتيش وتأمين ومراقبة الحدود الكويتية – العراقية والدفاع عنها.
وبعد تحرير الكويت، أكد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في الثامن من سبتمبر/أيلول عام 1991 في لقاء جمعه مع الشيخ جابر الأحمد الصباح، أن الإمارات ستسهم في دعم الكويت لتعود إلى دورها الرائد ما قبل تعرضها للغزو العراقي.
كما أنه في 27 فبراير/شباط من عام 1992 تلقى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رسالة من شباب الكويت أعربوا فيها عن بالغ شكرهم وتقديرهم لمواقفه خلال الغزو العراقي للكويت.
وفي 23 فبراير/شباط 1994 كرم الشيخ زايد ضباط وجنود الإمارات الذين شاركوا في تحرير الكويت.
أخوة دائمة
ولا تزال تلك المواقف والبطولات الإماراتية تتذكرها الأجيال الكويتية المتعاقبة عام بعد عام، وخصوصا خلال احتفالات البلاد بأعيادها الوطنية سواء عيد الاستقلال في 25 فبراير/شباط أو عيد التحرير في 26 من الشهر ذاته كل عام.
وتحرص دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وحكومة وشعبا على مشاركة دولة الكويت الشقيقة احتفالاتها بهاتين المناسبتين العزيزتين على قلب كل إماراتي.
ويشعر الإماراتيون وهم يشاركون إخوانهم في الكويت بهذه الاحتفالات بأن أفراح شعب الكويت هي أفراحهم وأعياده هي أعيادهم، ويعبرون عن ذلك بمشاعر عفوية صادقة تدل على عمق ومتانة العلاقات التاريخية المتميزة التي تربط البلدين.