اتحاد المستثمرات العربمميز

مشروع رسم المستقبل.. الإماراتيون حولوا الصحراء إلى جنان وبنوا صروحاً تناطح السحاب ورفرف علمهم في الفضاء

سيدات الأعمال الدولية ـ دبى

من رمال الصحراء بدأ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مع الآباء المؤسسين مهمة تصميم إمارات سبع منفصلة كانت تجمعها فقط حياة البادية لتتحد جميعها وتشكل اتحاداً وطنياً. 

وخلال نحو 50 عاماً مضت توالت مهام التصميم بأيادي الإماراتيين وقادتهم يداً بيد فغدا ما كان مستحيلاً واقعاً ينبض بالحياة بالعزم والأفكار والابتكار في مجتمع حي ومتنوع.

حوَّل الإماراتيون بسواعدهم الصحراء إلى جنان خضراء وبنوا صروحاً تناطح السحاب وجعلوا من دولتهم مركزاً للعالم ورفرف علمهم في الفضاء.

صمم الخمسين

واليوم يشارك الإماراتيون في مشروع تصميم الخمسين عاماً القادمة لدولة الإمارات، الذي يستهدف إشراك أفراد المجتمع في رسم مستقبل دولتهم ووضع محاور ومكونات خطة مئوية الإمارات، الخطة التنموية الشاملة خلال الخمسين عاماً المقبلة.

ويأتي المشروع ضمن أجندة عام الاستعداد للخمسين، والذي أعلن عنه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في بداية عام 2020.

أهداف المشروع

يهدف مشروع تصميم الخمسين عاما القادمة لدولة الإمارات والذي تشرف عليه اللجنة العليا لعام الاستعداد للخمسين برئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، إلى إشراك جميع فئات أفراد المجتمع في تصميم الخطة التنموية الشاملة لدولة الإمارات والتي تحدد ملامح الخمسين عاماً القادمة لدولة الإمارات من عام 2021 إلى عام 2071.

وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بمناسبة إطلاق المشروع في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي: “قبل خمسين عاماً بدأ الآباء المؤسسون وفرق عملهم مهمة لإشراك الناس في صناعة ورسم مستقبل الإمارات كما نراها اليوم، بدأوا من الصحراء، لكن طموحهم كان يعانق السماء ويصل إلى الفضاء. جمعوا الأفكار من الناس، شحذوا الهمم، ناقشوا، تحاوروا، وكانت الظروف غير الظروف، والموارد غير الموارد، لكن الروح الواحدة كانت في القمة، والعمل الجاد من أجل هذه البلاد كان هو المهمة، مهمة صنعت التاريخ، وغيرت مفاهيم الدول الحديثة”.

وأضاف: “واليوم نعيد إحياء مهمة الآباء المؤسسين، ونبدأ مهمة الاستعداد للخمسين عاماً المقبلة وصولاً إلى مئوية الإمارات بأكبر فريق تصميم في العالم، دورنا أن نصمم إمارات المستقبل للأجيال القادمة، وأن نشرك الناس في التصميم كما فعل الآباء المؤسسون في مهمتهم، نريد تدشين أفضل عملية لتصميم الدول، نريد أن يسهم المواطنون والمقيمون في رسم أفضل مستقبل لدولة الإمارات”.

المبادرات التفاعلية

يشتمل مشروع تصميم الخمسين عاماً القادمة لدولة الإمارات على عدد من المبادرات التفاعلية بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والأفراد من المجتمع للعمل معا وبشكل تشاركي على طرح الأفكار والتصورات ورسم ملامح المستقبل في جميع القطاعات والمجالات، وذلك عبر مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تقوم اللجنة العليا لعام الاستعداد للخمسين بالإشراف عليها مثل الحلقات النقاشية، وجلسات التصميم.

ويتضمن المشروع إطلاق المنصة الرقمية لرسم مستقبل الإمارات وهي منصة لتصميم الأفكار تتيح لأفراد المجتمع من المواطنين والمقيمين المساهمة بأفكارهم لرسم مستقبل مئوية الإمارات.

وتعمل المنصة على استقبال أفكار أفراد المجتمع وتصميماتهم في مجالات متعددة مثل الصحة، والتعليم، والتنمية الاجتماعية، والاقتصاد، والبيئة، والإسكان، والسياحة، وريادة الأعمال، والاستثمار، والمهارات، والقيم المجتمعية، والثقافة، والعلاقات الأسرية، والرياضة، والشباب، والأمن الغذائي العلوم والتكنولوجيا المتقدمة وغيرها من المجالات التي يمكن لأفراد المجتمع تصميم أفكارهم ضمنها.

كما يشمل المشروع أدوات للتفاعل المجتمعي في الجهات الحكومية والخاصة لاستلهام أفكار أفراد المجتمع لرسم الخمسين عاماً التالية، إذ تعمل هذه الأدوات التي تتضمن اللقاءات المرئية والاستبيانات وحلقات النقاش بين الجهات الحكومية والخاصة من جهة وبين أفراد المجتمع المستفيدين من خدماتها من الجهة الأخرى.

وتضمن هذه الأدوات الحصول على أبرز الأفكار المجتمعية لرسم مستقبل الإمارات في العديد من القطاعات والمجالات المتخصصة وبالأخص الحيوية منها مثل الصحة والتعليم والاستدامة والتقنيات المتقدمة والتي ستلعب دوراً فاعلاً في الارتقاء بالمخرجات.

كما يتضمن مشروع تصميم الخمسين عاما القادمة مهام خاصة للوزراء في التشكيل الحكومي الأخير، حيث سيتم تنظيم عدد من اللقاءات الوزارية المباشرة مع مجموعات متنوعة من أفراد المجتمع المعنيين وذلك للمساهمة في رسم مئوية الإمارات وسيقوم الوزراء بعقد اجتماعات خاصة ضمن مشروع تصميم الخمسين عاما القادمة لنقاش أفكارهم المصممة لمستقبل الإمارات.

وتأتي هذه الجلسات في إطار حرص صناع القرار والمسؤولين الحكوميين على رصد الأفكار والانطباعات بشكل مباشر من مختلف فئات المجتمع.

وسيعمل مشروع تصميم الخمسين عاما القادمة على تسخير الطاقات الشبابية وتوجيه إبداعاتهم وابتكارهم وإطلاعهم على أحدث الأدوات التقنية ليكون لهم دور كبير في عملية تصميم مستقبل الإمارات وذلك من خلال إصدار خاص لسلسلة “حلقات الشباب” والذي سيكون بالتنسيق مع وزارة الثقافة والشباب.

وسيتم إعداد مجموعة من الحلقات الشبابية الافتراضية المتنوعة والتي ستتناول جميع المواضيع المعنية بفئة الشباب وكيف ستلعب دوراً في رسم مئوية الإمارات.

وتشمل هذه الحلقات الخاصة فئات متنوعة الشباب من المواطنين والمقيمين ومن مختلف إمارات الدولة وذلك لضمان جمع أكبر عدد ممكن من الأفكار الشبابية لرسم مئوية الإمارات وتحقيق لمهمة مشروع تصميم الخمسين عاما القادمة بشكل تشاركي وفعال.

ويلعب القطاع الخاص دوراً أساسياً في مشروع تصميم الخمسين عاما القادمة وذلك ضمن دعوة جميع الفاعلين فيه من الشركات الوطنية والعالمية العاملة في الدولة وأصحاب المنشآت المتوسطة والصغيرة ورواد الأعمال وذلك من خلال سلسلة من الفعاليات والحوارات مع ممثلي قطاع الأعمال في الإمارات، لما لهذه القطاع من أهمية حيوية في بناء الاقتصاد وتطويره والمحافظة على استدامته، لتصميم مستقبل القطاع في الإمارات بشكل يرتقي بريادته وتنافسيته العالمية في كافة المجالات التجارية والصناعية.

ويستند استعداد الإمارات للخمسين عاما المقبلة إلى أعوام طويلة ماضية من خلال الخطط والرؤى والاستراتيجيات التنموية طويلة الأمد التي تبنتها وحققتها خلال مراحل مختلفة من تاريخ دولة الإمارات.

ويعبر مشروع تصميم الخمسين عاما القادمة عن وحدة الرؤى واجتماع العقول لتعزيز الفكر والابتكار والشراكات ووضع أسس الانطلاق لمرحلة نوعية في مسيرة النهضة الشاملة لدولة الإمارات بهدف تحقيق الريادة الاقتصادية والمجتمعية والتنموية وتصميم منظومات جديدة للخمسين عاماً المقبلة.

ويحرص مشروع تصميم الخمسين عاما القادمة ومن خلال مخرجات أنشطتها وفعاليتها على خلق رؤية جمعية تلتفّ حولها جميع فئات المجتمع لتكون دولة الإمارات خلال الخمسين عاماً المقبلة الدولة الأكثر تميزاً والأفضل في جودة الحياة على مستوى العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى