ثقافة وفنون

” شاعر وقصيدة ” تلقي بظلال الذات في بيت الشعر بالشارقة

الشارقة – IBW:

امتلأت قاعة منتدى الثلاثاء ببيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة بالجمهور الذي حضر أمسية بعنوان ” شاعر وقصيدة ” وقرأ فيها كل من الشعراء جميل داري وأديب حسن وبهيجة إدلبي من سوريا ونجاة الظاهري من الإمارات وسعد عبد الراضي من مصر ومحمد العزام وأحمد الأخرس من الأردن وقدمها عبدالعليم حريص بحضور الشاعر محمد البريكي مدير البيت.

افتتح القراءات الشعرية الشاعر جميل داري بقصائد اتسمت برشاقة اللغة التي رافقت روح الشاعر المرحة على المنبر ومن قصيدة سأترك ذاتي قرأ:

سأترك ذاتي وأتركُ ذاتكْ

ولن .. لن أعكِّرَ صفوَ حياتك

محالٌ هبوبُكَ بينَ لهيبي

كأنَّ لهيبي الجميلَ أماتَكْ

أتيتُ إليكَ وكلي اشتياقٌ

ورحتُ ألملمُ حبًّا شتاتَكْ

وتمتم الشاعر سعد عبد الراضي على البسيط غربة الذات بأداء أنيق وحروف ممتلئة بالذكرى الساكنة في محراب الخلوة ومنها:

يغتالهُ العمرُ إنَّ العمرَ قصّابُ

من ثقبِ باب لهُ قفلٌ وبوّابُ

والوقتُ يبحِرُ خلفَ الوقتِ يعصِرُهُ

والعمرُ طفلٌ وموجُ البحرِ ألعابُ

والشعرُ يسألُ عن عوّادِ غربتِهِ

هل ما يزالُ ببطنِ الحوت زريابُ

نجاة الظاهري قرأت قصيدة وجودية مشحونة بالألم، تتجلى فيها لغة العتاب والفقد، لكنها حلقت كالضوء في سماء الجمال، وقرأت:

نجاةُ .. لعلّهم قصدوا

نجاتي منهمُ .. منّي

ومن عمرٍ بلا معنى

ومن معنىً بلا معني

ومن قلبٍ بلا حقٍّ

بلا ظَنٍّ بلا برِّ

تنقل الشاعر أديب حسن بين الورد وعفرين، حاملاً آلام الأرض وعذابات الذات في حروفه التي تكاد تئن من قسوة الوجع، ومما قرأ:

يا وردةً عجزت عن فهمِ دمعتِها

روح الفراش التي تمضي لمحترِقِ

في مكنةِ الروح أن تأتي بمعجزةٍ

لو أرسلتْها رياحُ العشقِ في الأفقِ

الشاعر أحمد الأخرس قرأ ” سيرة اللاجئ الأخير” الذي سافر بحروفه في معنى الحياة وسر التكوين، تدفعه رياح الشعر ليعبر مركب حرفه مدن الجمال ومنها:

لهُ في شرايينِ العراقِ فُراتَهُ

ولم يسقها حزنُ الفراتِ ويسقِهِ

ويوجعُهُ صوتٌ ببغداد، شقّهُ

سلامُ الصبا إن لم يجئ من دمشقِهِ

محمد العزام قرأ بأداء لامس فتنة الماء فسكبها في كأس الدهشة الآسر، لتوقظ لغته ابتسامة حسناء تراود الحرف وتشغل المعنى، ومما قرأ:

الآن .. مشمش هذا القلبِ أُنضجه

يا ذئب كن طيباً في آخر السّطرِ

من ذا رأى لهفة المشتاق حين جرت

كل الجهاتِ على كفيه كالنهر

بالعشقِ يرقصُ هذا الكون حين غدا

غيماً مع الغيمِ أو طيراً مع الطيرِ

واختتمت القراءات الشاعرة بهيجة إدلبي التي انطلقت في رحلة بين الجدل وسؤال الريح وتأملات الحروف، ومن سؤال الريح قرأت:

أفيءُ إلى ظلالِ الوجدِ حينًا

وحينًا يعبرُ المعنى خِلالي

فقلتُ: أشارت .. اختلّت حروفي

وأربكني على قلقٍ خيالي

في ختام الأمسية كرم الشاعر محمد البريكي مدير البيت المشاركين في الأمسية.

زر الذهاب إلى الأعلى