تصريح صادم من الوزير الإسرائيلي سموتريتش حول أحداث 7 أكتوبر.. ما علاقة “حزب الله”؟
المصدر: “يديعوت أحرونوت”
كشف وزير مالية إسرائيل بتسلئيل سموتريتش عن تفاصيل صادمة حول أحداث 7 أكتوبر 2023، مشيرا إلى أنهم عند الساعة 12:00 لم يوجهوا جميع القوات جنوبا لأنهم لم يعرفوا ما إذا كانت تلك خدعة.
جاء ذلك في مقابلة خاصة أُجريت مع صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية ضمن ملحق “7 أيام” بعد تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الخطوط العريضة للصفقة، ولكن قبل التوقيع على الاتفاقية.
وفي ما يلي، مقتطف من المقابلة، والأسئلة والأجوبة التي وردت فيها:
قبل شهرين نشرت مقطع فيديو قلت فيه: “لقد فقدت الثقة في أن نتنياهو يستطيع ويريد أن يقودنا إلى النصر”. هل ما زلت متمسكا بهذا الكلام؟
“نتنياهو قاد في أغسطس قرارا سيئا للغاية في المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)، ينص على أننا سنتوجه إلى مناورة في غزة، ونحشد الجيش بأكمله وندخل أكثر مدينة في العالم اكتظاظا بالسكان بكل ما يتطلبه ذلك من أثمان، لكننا مستعدون للتوقف في المنتصف من أجل صفقة تبادل جزئية للأسرى. في رأيي، هذا شيء كان يجب ألا يُقبل به، لا أمنيا ولا أخلاقيا. قلت إنني أؤيد احتلال غزة والمخيمات الوسطى، وقلت لرئيس الوزراء: ‘فقط إذا ذهبنا حتى النهاية’. أنا سعيد لأن موقفي قُبل في النهاية، سواء كان ذلك بسبب إقناعي بالعقل أو بسبب تفعيل نفوذ سياسي، ولا أخجل من ذلك”.
أي نفوذ سياسي؟ لم تنسحب من الحكومة حتى اليوم، فما الذي كان سيتغير هذه المرة؟
“لقد عرفت كيف أفعّل النفوذ السياسي الذي أمتلكه. من الناحية الواقعية، أعلن رئيس الوزراء أنه لن تكون هناك صفقة جزئية، والحديث الآن يدور حول صفقة شاملة”.
إذاً، فادعاءات عائلات الأسرى والمعارضة صحيحة. نتنياهو يتصرف بناء على اعتبارات سياسية تتعلق ببقاء الحكومة، وليس وفقاً لما يراه صحيحاً في نظره.
“أريد أن أصدق أن هذا ما يعتقد أنه الشيء الصحيح الذي يجب فعله. لحظة من فضلك، هذا سؤال غير مشروع على الإطلاق، دولة إسرائيل هي ديمقراطية فيها نظام ائتلافي يمارس فيه اللاعبون السياسيون نفوذا سياسيا. هذا ما يفعله اليسار طوال الوقت. لماذا عندما جلس بيني غانتس في مجلس وزراء الحرب، بعد أن طالب بوقاحة بإخراجي، كان ذلك مشروعا؟ هل يُسمح لغانتس باستخدام قوته السياسية، ويُمنع بتسلئيل سموتريتش؟”
دعنا نتحدث للحظة عن الهيئة المفترض أن تدير هذه الحملة بأكملها. هل يبدو لك صحيحا أن الكابينت السياسي والأمني يتكون من أشخاص لم يخدموا في الجيش أو لم يكملوا خدمتهم، أو لم يخدموا خدمة قتالية؟
“أتفهم أن الكابينت السابق، الذي كان يتألف من يائير لبيد (رئيس الوزراء السابق وزعيم المعارضة حاليا)، الذي كان صحفيا في ‘بمحانيه’ (صحيفة عسكرية)، وميراف ميخائيلي، التي لا أعرف ما إذا كانت قد خدمت في الجيش أصلا وماذا فعلت (خدمت في إذاعة الجيش – م.أ)، ونيتسان هورويتز الذي كان أيضا مراسلاً في إذاعة الجيش أو أي شيء من هذا القبيل، كان الأمر لا بأس به آنذاك. كفى هذا النفاق. لقد كنت وزيراً جيداً للمواصلات دون أن أكون سائق حافلة من قبل”.
دعك من المقارنات التي لا تتوقف بالحكومات السابقة. نحن نتحدث عن كابينت يخدم في واحدة من أصعب الفترات التي عرفتها الدولة. لا يجب أن نكون سذّجا طوال الوقت.
“الكابينت السابق بأكمله مجتمعا لا يصل إلى مستوى الخبرة التي يمتلكها نتنياهو في الكابينت، وكذلك يسرائيل كاتس وآخرون. حتى أنا، بعد عامين من الحرب، لدي بالفعل خبرة سيستغرق الآخرون سنوات لتكوينها. لدينا حوار جيد جدا ونقدي، لكنه صحي، بين الجيش والمستوى السياسي. كل طرف يجلب ميزته النسبية. هناك ميزة في أن تكون رجلا عسكريا، وهناك أيضاً عيب في أن تكون رجلا عسكريا. يسرائيل كاتس، على سبيل المثال، كونه مدنياً، يجعله في رأيي وزيراً للدفاع أفضل بكثير من غالانت الذي كان خاضعاً للمنظومة”.
ومع ذلك، تجسد نقص خبرتك في اعترافك بنفسك بأنك لم تكن تعرف حتى 7 أكتوبر ما هي ‘النخبة’، ولم تكن على دراية بـ ‘خطة سليماني’، ولم تكن تعلم أن الحوثيين يشكلون تهديدا لإسرائيل. لقد بدا الوزراء الذين سمعوك في حالة صدمة.
“كنت أعرف ما هي النخبة. لم أكن أعرف ما يخططون له لأن هناك عرضاً تقديمياً لـ ‘جدار أريحا’ دُفن عند مسؤول استخبارات ما. كان القصد هو أنني لم أكن على دراية بخطة الغزو البري لحماس، ويتضح أن رئيس الأركان ورئيس القيادة الجنوبية لم يكونا على دراية بها أيضاً. كان هناك من عرف ودفنها عميقا جداً في الدرج.
“سأقول لك أكثر من ذلك. جلست مع رئيس الأركان (هرتس هاليفي) قبل خمسة أيام من الحرب في مكتبي. قبل أسبوعين من ذلك، كان لدينا تعميق حول الجبهة الشمالية، وقوة “الرضوان” (التابعة لحزب الله اللبناني)، وخططنا ردودنا. طلبت اجتماعا عاجلا مع رئيس الأركان وقلت له: ‘هرتسي، أنتم لستم في الاتجاه الصحيح. أنتم تتعاملون مع الرضوان على أنه تسلل لمخربين، بينما أنتم تواجهون فرقة كوماندوز مشاة ستغزو، وفي مقابل ذلك تحتاجون إلى مواقع محصنة وتحصينات وقوة نارية، كما في حرب يوم الغفران (أكتوبر 1973)’. قال لي: ‘أتعرف ماذا؟ أنت محق، لقد بدأنا العمل على ذلك، وسيستغرق منا بضعة أشهر’. في إحدى المناقشات عندما بدأنا المناورة في الشمال، وانكشفنا على الأبعاد الهائلة للبنية التحتية تحت الأرض لحزب الله، سألت رئيس الأركان: ‘هل كنا نعلم؟’ فقال لي عبارة جميلة جداً: ‘كنا نعلم، لكن لم نكن واعين’. أي، مثل الرسم الذي فيه الكثير من النقاط وتحتاج إلى رسم خط، كانت لدينا النقاط.
“لم نكن ندرك حجم التهديد، وبالتأكيد في ظل تكتل الجبهات. هذا ما فهمناه في خضم الحرب. ما زلت أتذكر الترددات في يوم سبت ‘سيمحات توراه’ (7 أكتوبر). بين الساعة 11:00 و 12:00 وصلت إلى الكرياه (مقر وزارة الدفاع)، نجلس هناك في الغرفة، رئيس الوزراء، يؤاف غالانت (وزير الدفاع السابق) وأنا، ورئيس الأركان على الهاتف، ونحن نتردد. لا نعرف بعد ما إذا كانت الكارثة في الجنوب مجرد خدعة تضليل أوجدتها حماس لكي نرسل جميع القوات جنوبا، ومن ثم يهاجمنا حزب الله من الشمال. لذلك انتظرنا للحظة، وفقط عندما جاءت المعلومات الاستخباراتية وفهمنا أن الأمر لم يكن منسقا، أرسلنا جميع القوات جنوبا.
“لم نكن ندرك الحجم. لكن الله تعالى أنعم علينا، حيث أعطانا تلك الصفعة، المؤلمة، الصعبة، الكارثة الكبرى، مع نتائج مروعة وفظيعة، لكن هذه الصفعة أيقظتنا بعد سنوات عديدة من السبات”.
من الصعب أن ننسى كيف كان سموتريتش يتحدث عندما كان في المعارضة، خلال فترة حكومة بينيت-لبيد. الهجمات آنذاك دفعته إلى المطالبة باستقالة الحكومة ورئيسها، وهو أمر لم يجرؤ على التفكير فيه منذ 7 أكتوبر والهجمات التي وقعت في إسرائيل منذ اندلاع الحرب، وبالتأكيد لم يقله بصوت عال. يبدو أنه يجد صعوبة في التوفيق بين هذا التناقض حتى اليوم. بكل صراحة، إذا كنت في المعارضة وكان نفتالي بينيت (رئيس الوزراء الأسبق) رئيس وزراء 7 أكتوبر، ووقعت في عهده الهجمات التي مررنا بها منذ ذلك الحين، فماذا كان سيقول بتسلئيل سموتريتش عن هذه الحكومة؟
“أولاً الوحدة. كنت سأضع كل الخلافات جانبا وأدخل حكومة وحدة كما فعل بيني غانتس. عندما تكون هناك حرب كهذه، نضع كل شيء جانباً”.
إذا كنت في المعارضة خلال فترة أمنية يُقتل فيها الكثير من الناس، فماذا كنت ستقول؟ “نحن نغير المفهوم الأمني لإسرائيل…”
أنت تتجنب الإجابة على السؤال.
“أنا شخص عملي. عندما يتوجب الدعم، أدعم، وعندما يتوجب الهجوم، أهاجم”.
عندما تذهب للنوم ليلا، هل تشعر بتأنيب الضمير؟
“ليس من تأنيب ضمير بل شعور بمسؤولية ثقيلة جدا. لقد حدث ذلك في نوبتي. وكل ما أفعله منذ ذلك الحين هو تحمل هذه المسؤولية. سواء في تأثيري على مسارات الحرب، أو في إدارة الاقتصاد ودعم الجبهة والعمق، وكذلك بحكم مسؤوليتي تجاه العائلات والإطار الذي يجب تقديمه من ناحية الميزانية للمهجرين والناجين. لقد عارضت أوسلو والطرد وطالبت باحتلال غزة في عام 2017 وحذرت لمدة عشرة أشهر في الكابينت ضد المفهوم الفاشل وهذا الهراء بأن حماس مردوعة”.