عشرات الحاخامات الأرثوذكس يوجهون نداء بشأن غزة
المصدر: “جيروزاليم بوست”
أصدر عشرات الحاخامات الأرثوذكس بيانا بعنوان “نداء من أجل وضوح أخلاقي ومسؤولية واستجابة يهودية أرثوذكسية في مواجهة الأزمة الإنسانية في غزة”.
وفي سياق تزايد الرسائل المفتوحة التي يوجهها يهود حول العالم للتعليق على المجاعة في القطاع بعد ما يقرب من عامين على الحرب، كتب الحاخامات أن “خطايا وجرائم حماس لا تعفي حكومة إسرائيل من التزاماتها ببذل كل ما يلزم لمنع حدوث مجاعة جماعية”.
وأعرب الموقعون عن أسفهم لصعود التيارات المتطرفة في إسرائيل وتصلب المواقف تجاه الفلسطينيين وتصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية، والتي أشاروا إليها باستخدام اسمها العبري “يهودا وشومرون” للدلالة على الارتباط التاريخي اليهودي بها.
وأكد البيان أن “الغضب المبرر تجاه حماس قد توسع لدى بعض المتطرفين إلى حد تعميم الشبهة على كامل سكان غزة، بمن فيهم الأطفال الذين وُصموا بأنهم إرهابيون محتملون في المستقبل”. وأضاف أن “عنف المستوطنين المتطرفين في يهودا وشومرون أدى إلى مقتل مدنيين وإجبار قرويين فلسطينيين على ترك منازلهم، ما يزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة”.
وجاء معظم الموقعين من التيار الليبرالي داخل الأرثوذكسية الحديثة، بينما لم يكن بينهم سوى عدد قليل ممن يشغلون مواقع حاخامية في جماعات محلية.
وتبرز أهمية الرسالة في كون المجتمعات الأرثوذكسية غالبا ما تميل سياسيا نحو اليمين وتتبنى مواقف صهيونية صريحة، إذ يلتحق كثير من شبابها بالجيش الإسرائيلي بعد إنهاء دراستهم الثانوية أو يختارون الهجرة إلى إسرائيل أكثر من أبناء الطوائف غير الأرثوذكسية.
وقد أعرب بعض اليهود الأرثوذكس ذوي الميول الليبرالية عن إحباطهم من المواقف المتشددة السائدة في مجتمعاتهم حيال غزة وقضايا أخرى.
وقالت الرسالة إن “اليهودية الأرثوذكسية، بصفتها من أكثر الداعمين التزاما لإسرائيل، تتحمل مسؤولية أخلاقية خاصة، ويجب أن نؤكد أن رؤية اليهودية للعدالة والرحمة تشمل جميع البشر”.
وقاد صياغة الرسالة الحاخام يوسف بلاو، وهو أحد أبرز الحاخامات في المدرسة الحاخامية إسحاق إيلخانان التابعة لجامعة يشيفا، والذي تقاعد وانتقل للعيش في إسرائيل هذا العام.
وقال بلاو في بيان له إن “دعمي لإسرائيل والصهيونية نابع من التزامي باليهودية، غير أن الولاء غير النقدي يتناقض مع مبدأ التأمل الذاتي الذي يعد جوهرياً في اليهودية، وعندما يستخدم الدين لتبرير عبادة القوة، فإنه يشوه القيم الأخلاقية الأساسية”.
وضمت قائمة الموقعين أيضا رئيس يشيفات معاليه جلبوع في إسرائيل، والحاخامات الأكبر في بولندا والدنمارك والنرويج، إضافة إلى الحاخام الأكبر السابق لأيرلندا، وكبار حاخامات لجماعات أرثوذكسية بارزة في لوس أنجلوس وواشنطن.