نتنياهو يلمح لاحتلال أجزاء من مصر والأردن.. وخبير يعلق (فيديو)
المصدر: RT
لمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة “15” الإسرائيلية، إلى حلمه باحتلال أجزاء من مصر والأردن ضمن النبؤة التوراتية بشأن إسرائيل الكبرى.
وأحدثت تصريحاته المثيرة للجدل غضبا في الشارع المصري ومنصات ووسائل الاجتماعي حيث قال إنه “في مهمة تاريخية وروحانية ومرتبط عاطفيا برؤية إسرائيل الكبرى”.
وتعليقا على تصريحات نتنياهو، قال الدكتور محمد عبود، أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس المصرية لـRT، إن لقاء نتنياهو أثار جدلا واسعا في الشارع العربي حول ما إذا كان قد أعلن صراحة نيته تحقيق حلم “إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات”.
وتابع عبود: “من خلال مشاهدتي للقاء وترجمته، أستطيع القول إن نتنياهو أرسل رسالة مقصودة وموجهة لكل من يعنيه الأمر في العالم العربي”.
وأضاف أنه “لم يقل بوضوح: سوف أحتل العراق والأردن وفلسطين ومصر، لكنه لجأ إلى مصطلحات توراتية رمزية، على طريقة المعنى في بطن الشاعر”، معتبرا أن هذه المصطلحات تشير صراحة إلى حدود “أرض الميعاد” التي تشمل هذه الدول.
وذكر أن “اللقاء بكامله صُمم بعناية لنقل هذه الرسالة، عبر ثلاث خطوات متكاملة”، أولها المشهد والخلفية، حيث تم عقد اللقاء في مكتب نتنياهو، مع إبقاء الكاميرا موجَّهة نحو خريطة تشير إلى المناطق التي يحلم نتنياهو وتيارات اليمين المتطرف ببسط السيادة عليها.
وأضاف أن الخطوة الثانية هي “الرمزية في الإهداء: أهدى المحاور زوجة نتنياهو قلادة تحمل خريطة “أرض الميعاد” بحدودها التوراتية، وقد أبدى نتنياهو إعجابه بالهدية”.
أما الخطوة الثالثة وفق عبود، فهي “التصريح المباشر: عند سؤاله عن موقفه من حلم إسرائيل الكبرى، أكد نتنياهو إيمانه بهذه الفكرة”.
وأكد عبود أن هذا اللقاء ليس مجرد حوار إعلامي عابر، بل رسالة سياسية محسوبة بعناية، هدفها تذكير العالم العربي بأن مشروع ”إسرائيل الكبرى” لا يزال حيا في أذهان قادة اليمين الإسرائيلي، حتى وإن غيّروا أساليبهم وأدواتهم.
وتابع قائلا: “في تقديري الشخصي، هذا اللقاء مهم للغاية لأنه يكشف طريقة تفكير نتنياهو واليمين الإسرائيلي في المرحلة المقبلة. ومن خلال تحليل الرسائل التي حملها، أرى أن “حلم إسرائيل الكبرى” هو نفسه مشروع نتنياهو لـ”الشرق الأوسط الجديد”، لكن ليس عبر احتلال عسكري مباشر من النيل إلى الفرات، بل عبر سيطرة ثلاثية الأبعاد: سياسية وعسكرية واقتصادية.
وختم حديثه قائلا إن نتنياهو يسعى لفرض الهيمنة الإقليمية، وتكريس الرؤية الإسرائيلية على دول المنطقة، وسحب الاستثمارات من الدول العربية النفطية، ومزاحمتها في مناطق نفوذها التقليدية. مؤكدا أن “هذه ليست مجرد أحلام توراتية، بل خطة عمل يجري تنفيذها خطوة خطوة”.
وفي هذا السياق، أدان الشيخ سعد الفقي وكيل وزاره الأوقاف المصرية الأسبق، تصريحات نتنياهو، التي قال فيها إنه متعلقٌ بما يسمى “رؤية إسرائيل الكبرى”، قائلا إنه “تصعيد استفزازي خطير وتهديد لسيادة الدول، ومخالفة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
وقال الفقي إن هذه “التصريحات التحريضية هي السلوك الذي تربي عليه رئيس حكومه الاحتلال وهو ما يجب أن يجابه بالرد وتفنيد تخرصاته التي تعود عليها”.
وشدد على أن “تصريحات نتنياهو أوهام عبثية تعكسها تصريحات المسؤولين الإسرائيليين”، مؤكدا أنها “لن تنال من المواقف الثابتهة للشعوب العربية ولا تنتقص من الحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني”.
وأضاف الفقي، أن هذه التصريحات والممارسات “تعكس الوضع المأزوم لحكومة الاحتلال ويتزامن مع عزلتها دوليًّا في ظل استمرار عدوانها على قطاع غزة والضفة الغربية المحتلتين”، منوها إلى أن “هذه الادّعاءات والأوهام التي يتبناها متطرفو حكومة الاحتلال ويروّجون لها، تشجّع على استمرار دوّامات العنف والصراع، بما يتطلب موقفا دوليا واضحا بإدانتها والتحذير من عواقبها الوخيمة على أمن المنطقة واستقرارها ومحاسبة مُطلقيها”.