“أمريكا تضغط على حماس عبر الإخوان المسلمين”.. هل تضع أمريكا الجماعة على قوائم الإرهاب؟
المصدر: RT
علق خبيران مصريان على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، حول نية الولايات المتحدة تصنيف جماعة “الإخوان المسلمين” منظمة إرهابية.
وقال الخبير السياسي المصري حسن سلامة، في تصريحات لـRT إن هذه التصريحات تثير تساؤلات حول طبيعة العلاقة التاريخية بين الولايات المتحدة الأمريكية وجماعة الإخوان المسلمين، خاصة أنها تعود إلى خمسينيات القرن العشرين، عندما اجتمع الرئيس الأمريكي آنذاك مع قادة الجماعات الإسلامية، ومن بينهم سعيد رمضان، صهر حسن البنا.
وتابع سلامة: “في تلك الفترة، احتضنت الولايات المتحدة أنشطة سعيد رمضان في أوروبا خلال الخمسينيات والستينيات، واعتبرت جماعة الإخوان رأس حربة في مواجهة المد الشيوعي، حيث كانت العلاقة بين الطرفين غير واضحة للرأي العام. لكن هذه العلاقة بدأت تظهر للعالم خلال الغزو السوفيتي لأفغانستان عام 1978، عندما قدمت الولايات المتحدة الدعم للمجاهدين الأفغان، وكان الفكر الإخواني بمثابة المنطلق الأيديولوجي لهذه الحركات قبل أن تتحول لاحقًا إلى مراحل أكثر تطرفًا”.
ووفقا لسلامة بدأ الانفصال في العلاقة بين الولايات المتحدة والإخوان بعد غزو العراق للكويت عام 1990 وما تلاه من نشر القوات الأمريكية في دول عربية، حيث عارضت معظم فروع الجماعة التدخل الأمريكي تحت مسمى “تحرير الكويت”.
ونوه بأن العلاقة شهدت منعطفا جديدا بتأسيس مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR) عام 1994، الذي عمل على تعزيز النفوذ السياسي للإخوان في واشنطن.
وأكد أن بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، نظرت الولايات المتحدة إلى الجماعة بعين الريبة، ووضعت بعض عناصرها على قوائم الإرهاب، موضحا أن قرار تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية ليس سهلاً، لأنه يحتاج إلى إثباتات قانونية دقيقة، كما أن جماعات الضغط الموالية للإخوان داخل المؤسسات الأمريكية قد تؤثر على القرار النهائي.
وأشار إلى أنه إذا اتخذت الإدارة الأمريكية هذا القرار، فسيكون له تداعيات كبيرة على الشرق الأوسط، خاصة أن دولًا كبرى مثل مصر والإمارات والسعودية تعتبر الإخوان جماعة إرهابية بسبب تورطها في أعمال عنف وتبنيها أفكارًا متطرفة. كما أن الجماعة اتهمت مؤخرًا بدعم أجندة إسرائيلية عبر تنظيم مظاهرات أمام السفارة المصرية في تل أبيب، وتقديم مزاعم كاذبة حول الأنظمة العربية، في حين أنها فشلت في إدارة الحكم عندما وصلت إلى السلطة.
من جهته، يرى الخبير السياسي إسلام الكتاتني في تصريحات لـRT أن هذا القرار قد يكون ورقة ضغط على جماعة الإخوان، خاصة أن حماس -الفرع الفلسطيني للجماعة- ستتأثر به.
ونوه بأن خلال الولاية الأولى للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كان يملك أغلبية في الكونغرس ولم يتخذ قرارًا بإدراج الإخوان كجماعة إرهابية، لكنه اليوم يملك أغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب، مما قد يسهل تمرير القرار.
واختتم حديثه قائلا في النهاية، تبقى جماعة الإخوان ورقة سياسية يتم اللعب بها وفقًا للمصالح الأمريكية والإقليمية، وسيظل مستقبل العلاقة بين الطرفين مرهونًا بالتطورات الجيوسياسية في المنطقة.