الجزائر.. هجوم شرس على أرملة بومدين في فرنسا بسبب “صنصال”
المصدر: الشروق أونلاين
أفادت صحيفة “الشروق أونلاين” بأن أنيسة، أرملة الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، تتعرض لحملة عنصرية تشويهية في فرنسا بسبب موقفها من سجن الكاتب الفرانكو جزائري بوعلام صنصال.
وألقت الصحيفة الجزائرية الضوء على مقابلة سئلت خلالها أرملة بومدين إن كانت تقف إلى جانب المطالبين بإطلاق سراح صنصال، فعبرت عن رفضها القاطع للإفراج عنه، وردت بصرامة قائلة: “لا. على الإطلاق”.
وبررت موقفها الصارم قائلة: “بالنسبة إلي، بوعلام صنصال لا يحب الجزائر.. بوعلام صنصال قال إن تلمسان ومدنا أخرى ليست جزائرية.. بالنسبة لي، هذا أمر خطير للغاية”، قبل أن تخاطب محاورها قائلة: “تخيل لو أن سكان مدينة نيس، أو الكورسيكيين، قالوا إنهم كانوا يفضلون البقاء مع الإيطاليين على حساب الفرنسيين”.
وجاء موقف أرملة بومدين قبل أقل من أسبوع على صدور قرار مجلس قضاء الجزائر العاصمة في جلسة الاستئناف في قضية الكاتب الفرانكو جزائري.
وأشارت “الشروق أونلاين” إلى أن تصريحات أنيسة تركت أثرا كبيرا في الأوساط الداعمة والمطالبة بالإفراج عن صنصال في فرنسا، لأن موقف شخصية قانونية (أنيسة حائزة على شهادة في القانون من جامعة السوربون في باريس) فضلا عن رمزيتها كأرملة رئيس وطني محبوب من قبل الجزائريين، من شأنه أن يؤثر على قضية الكاتب المسجون في تقدير المتحاملين عليها.
لذلك لم تلبث تلك الأوساط الفرنسية أن شنت حملة على أنيسة، وعلى رأسهم صاحب جائزة الكونغور الفار من العدالة الجزائرية، كمال داود، الذي غرد على منصة “إكس” قائلا: “سئلت إن كانت مع الافراج عن بوعلام صنصال. فردت: لا على الإطلاق. إنها تعيش في فرنسا. البلد الذي تتمتع فيه بالحرية”.
وأضاف في تغريدة أخرى: “إذا كنت تريد مساعدة نفسك، والدفاع عن حرياتك، والإيمان دون الركوع، والحلم دون النوم، والاستماع دون تحيز، والسفر بمجرد حركة إصبع السبابة على الصفحة، اقرأ صنصال”.
كذلك، شنت منابر إعلامية معروفة بتوجهاتها اليمينية، حملة ضد أرملة الرئيس الجزائري الراحل، على غرار صحيفة “لوجورنال دو ديمانش”، و”فالور أكتيال”.
وعنوات “لوجورنال دو ديمانش” مقالها حول أنيسة بومدين كالتالي: “تعيش في فرنسا وهي حرة: رأي السيدة الأولى السابقة للجزائر في بوعلام صنصال يثير الجدل”، وقالت: “السيدة الأولى السابقة للجزائر والمحامية، لا تطالب بالإفراج عن الكاتب بوعلام صنصال، المعتقل في السجون الجزائرية منذ نوفمبر. وترى أن تصريحاته الخطيرة تهدد وحدة البلاد وتبرر مصيره”.
فيما عنونت صحيفة “فالور أكتيال” مقالها ضد أنيسة بومدين قائلة: “تصريحاته خطيرة للغاية: السيدة الأولى السابقة للجزائر لا تريد إطلاق سراح بوعلام صنصال”.
وجاء في نص المقال: “بعد أشهر من غيابها عن قضية بوعلام صنصال، الكاتب الفرانكو جزائري المسجون منذ نوفمبر 2024 في الجزائر، أكدت أنيسة بومدين، أنها لا تريد إطلاق سراح الكاتب، الذي تُعدّ قضيته رمزا للتوترات بين باريس والجزائر”.
تجدر الإشارة إلى أن السلطات الجزائرية أوقفت الكاتب بوعلام صنصال في نوفمبر 2024 فور وصوله إلى مطار الجزائر، بتهمة المساس بالوحدة الوطنية على خلفية تصريحات مثيرة للجدل حول الحدود الجزائرية المغربية.
وأثارت القضية جدلا واسعا بسبب خلفيتها السياسية والثقافية، وسط اتهامات لصنصال بالترويج لأفكار تتقاطع مع اليمين الفرنسي.
وقد يواجه صنصال عقوبة بالسجن تصل إلى 10 سنوات، في ظل توتر متزايد بين الجزائر وفرنسا بشأن قضايا حرية التعبير.