مال وأعمالمميز

الهند تتحصّن نفطياً.. خطة طوارئ وسط توترات الشرق الأوسط

 

قال وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري اليوم الأحد إن الهند ستتخذ إجراءات لحماية إمدادات الوقود المحلية وسط تصاعد التوتر في الشرق الأوسط عقب الهجمات الأمريكية والإسرائيلية على مواقع نووية إيرانية.

ونوّعت الهند، ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم، مصادر وارداتها من النفط الخام خلال السنوات القليلة الماضية، مما قلل اعتمادها على مضيق هرمز. وتحصل الهند على أقل من نصف متوسط وارداتها النفطية من الشرق الأوسط والتي تبلغ 4.8 مليون برميل يوميا.

وقال بوري على منصة التواصل الاجتماعي إكس “نراقب عن كثب تطورات الوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط منذ الأسبوعين الماضيين… لقد نوّعنا مصادر إمداداتنا في السنوات القليلة الماضية، ولا تصل كميات كبيرة من إمداداتنا عبر مضيق هرمز حالياً”.

وينتاب المستثمرون وأسواق الطاقة حالة من التوتر والاستنفار منذ أن شنت إسرائيل غارات جوية على إيران في 13 يونيو/حزيران الجاري، وذلك خشية تعطل تدفقات النفط والغاز من الشرق الأوسط لا سيما عبر مضيق هرمز.

وهددت إيران مراراً بإغلاق المضيق، الذي يمر عبره حوالي 20% من إمدادات النفط والغاز العالمية، كوسيلة لدرء الضغوط الغربية التي بلغت ذروتها بعد الغارات التي نفذتها واشنطن على مواقع نووية إيرانية.

 

وأضاف بوري “شركات تسويق النفط لدينا لديها إمدادات تكفي لعدة أسابيع، وتواصل تلقي إمدادات الطاقة من عدة طرق. سنتخذ جميع الخطوات اللازمة لضمان استقرار إمدادات الوقود لمواطنينا”.

وقد انخفض إنتاج النفط والغاز في الهند خلال العام المالي (2024-2025) بنسبة 2.5% و1% على الترتيب، وذلك مقارنة بالعام السابق، بحسب تقرير لمنصة “طاقة”.

وتفصيليًا، انخفض إنتاج النفط إلى 26.5 مليون طن بالمقارنة بـ35.9 مليون طن في العام المالي 2014-2015 أي قبل 10 سنوات.

وارتفعت واردات الهند من النفط والغاز جرّاء تراجع الإنتاج المحلي خلال الوقت الذي يرتفع فيه الطلب على خلفية نمو الاقتصاد السريع.

وخلال العام الماضي (2024-2025)، استوردت الهند 88% من استهلاكها النفطي لترتفع قيمة تلك الواردات إلى 137 مليار دولار بزيادة عن 133 مليار دولار في العام السابق.

لكن نمو استهلاك المشتقات النفطية في الهند تباطأ خلال عام 2024-2025 إلى 2% من 5% في العام السابق؛ بسبب تراجع مبيعات الديزل والنافثا والبيتومين.

 

وتجري الهند تعديلات استراتيجية لضمان أمنها الطاقي في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، وما يرافقه من عدم استقرار متزايد في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما في مضيق هرمز الذي يُعد من أكثر النقاط حساسية في سوق الطاقة العالمي.

ووفقا لتقرير موقع “ديفيدز كورس”، ففي شهر يونيو/حزيران، استوردت الهند ما بين 2 إلى 2.2 مليون برميل يوميًا من النفط الخام الروسي، وهو أعلى مستوى لها منذ عامين. وتعكس هذه الزيادة توجه الهند نحو الاعتماد بشكل أكبر على الطاقة الروسية كوسيلة لمواجهة حالة عدم اليقين الجيوسياسي والتقلبات في الأسواق. ويمنح هذا التحول الهند ميزات استراتيجية، تشمل الحصول على النفط بأسعار مخفضة مقارنة بالخامات الشرق أوسطية، وتقليل الاعتماد على منطقة تشهد تصاعدًا في التوترات.

وكانت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) قد توقعت في تقرير لها ديسمبر/كانون الأول الماضي أن تشكل الهند 25% من نمو الطلب العالمي على النفط في عام 2025، ما يبرز تحولاً كبيراً في ديناميكيات سوق الطاقة العالمي.

وفقًا لتقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، يُتوقع أن يرتفع استهلاك الهند من الوقود السائل بمقدار 330 ألف برميل يوميا في عام 2025، مقارنةً بنمو قدره 220 ألف برميل يوميا في عام 2024.

بالمقابل، يُتوقع أن ينمو استهلاك الصين من الوقود السائل بمقدار 250 ألف برميل يوميا فقط في 2025، بعد زيادة متواضعة بلغت 90 ألف برميل يوميا في 2024.

وأشار التقرير إلى أن الطلب الهندي مدفوع بزيادة استهلاك وقود النقل ووقود الطهي المنزلي، بينما يشهد الطلب الصيني تباطؤًا بسبب التوسع في استخدام السيارات الكهربائية، والاعتماد المتزايد على الغاز الطبيعي المسال لنقل البضائع، وانخفاض النمو السكاني والاقتصادي.

وعلى الرغم من النمو السريع للطلب الهندي، فإن إجمالي استهلاك النفط في الصين ما زال أكبر بكثير.

ففي عام 2023، بلغ استهلاك الهند من الوقود السائل 5.3 ملايين برميل يوميا، في حين تجاوز استهلاك الصين 16.4 مليون برميل يوميا، وفقًا لتقديرات الإدارة.

ومن جانبه أكد وزير البترول والغاز الطبيعي الهندي هارديب سينغ بوري في مؤتمر “جاستك 2024” في هيوستن أن الاقتصاد الهندي سيسهم بنحو 25% من نمو الطلب العالمي على النفط في المستقبل القريب والمتوسط.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى