شؤون عربيةفلسطين

الجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل أقوى معركة يوم في 7 أكتوبر.. ماذا حدث في ناحل عوز؟

 

المصدر: “يديعوت أحرونوت” + “مكان”

أبان تحقيق الجيش الإسرائيلي في أحداث عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها “حماس” في 7 أكتوبر 2023 سلسلة إخفاقات سهلت على المئات من عناصر الحركة مهمتهم.

ووفق التحقيق، الذي يشير إلى سلسلة من الإخفاقات القيادية، فإن الفشل في إدارة القتال في كفار عزا كان جراء الأخطاء الخطيرة التي وقعت خلال القتال، كما أن الافتقار إلى التنسيق بين القوات أدى إلى النتيجة المتمثلة في مقتل وأسر العشرات.

وجاء في التحقيق أيضا أن مقاتلي “حماس” تمكنوا من السيطرة على قرية كفار عزا خلال الساعة الأولى من الهجوم، بسبب النقص في الجنود وحالة الارباك التي سادت المنطقة، حسب ما أوردت “كان”.

وحسب ما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، كشف تحقيق أجراه الجيش الإسرائيلي في أحداث السابع من أكتوبر في موقع ناحل عوز، أنه في الساعة 7:08 صباحا، تمكن أكثر من 40 مقاتل من “حماس” من اختراق خط الدفاع الضعيف في الموقع، وبدأوا بتمشيط مبانيه بالنيران، حيث سمعت ضابطة المراقبة شير إيلات اقترابهم من باب مركز القيادة، فرفعت أوامرها فعليا وفقا لـ “إجراءات ترك الموقع”،  وبقي 4-5 ضباط أركان من الكتيبة 13 مع ضباط المراقبة، ولم يخرجوا للقتال. وتم اجتياح القاعدة أخيرا عند الساعة 08:54 صباحا.

وكشفت التحقيقات في أحداث موقع ناحل عوز الاستيطاني أن جنديا واحدا فقط، من الدرجة الثالثة، كان يحرس قاعدة نحال عوز، وأن عدة جنود منفردين كانوا يحرسون المناطق الداخلية من القاعدة، وذلك خوفا من السرقة بشكل رئيسي، بما في ذلك المنطقة التي تحطمت فيها بالونات المراقبة.

وكانت فرقة الاحتياط التي كانت تعمل على حماية القاعدة بأكملها تتألف من قائد فرقة وثلاثة جنود. ووجد التحقيق أن القواعد والإجراءات في القاعدة كانت متراخية، وأن الافتقار إلى السيطرة على ما كان يحدث في القاعدة كان سائداً في نحال عوز حتى قبل السابع من أكتوبر.

وذكرت التحقيقات بخصوص موقع ناحل عوز الاستيطاني، أنه في صباح يوم الهجوم كان هناك 162 جنديا في المعسكر، منهم 81 مقاتلا.

وجاء في التحقيق أن “حماس كانت تعرف أين ينام كل قائد، وأين تقع غرفة الطعام، وأي جزء من الطرق الزراعية المؤدية من السياج إلى القاعدة يمكن أن يؤخرها، واشترطت في الخطة أن تقوم قوة “النخبة” التي اقتحمت القاعدة بذلك خلال 15 دقيقة كشرط لضمان السيطرة عليها”.

في بداية المعارك قُتل قائد سرية النخبة، لكن قواته واصلت العمل حسب الخطة. وتم القضاء على حوالي نصف المقاتلين الذين غزوا القاعدة، وتمكن الباقون من العودة إلى غزة.

وأبان تحقيق الجيش الإسرائيلي في أحداث 7 أكتوبر في كفر عزا بغزة، أن العشرات من مقاتلي “حماس” من القوة الأولى كانوا بالفعل في مركباتهم على أهبة الاستعداد مقابل الحدود حوالي الساعة 6:00، في انتظار الضوء الأخضر – وهو هطول منسق من 960 صاروخا وقذيفة هاون تم إطلاقها في الساعة 6:29 على مواقع الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. وكانت هذه هي الإشارة لهم لاقتحام السياج المحيط، الذي تم خرقه في القسم المقابل لكيبوتس كفار عزا، في ثلاث نقاط تسلل -عند الساعة 6:35، و6:41، و6:43.

وبينت التحقيقات في أحداث كفار عزا، أن نحو نصف قوات باتاش من كتيبة نحال عوز، التي كان من المفترض أيضا أن تدافع عن الكيبوتس، كانت في منازلها في تلك عطلة نهاية الأسبوع التي أعقبت عيد “سمحات توراة”.

وكشف التحقيق أن القوة الأولى من الكتيبة استغرقت ساعتين كاملتين للوصول إلى الكيبوتس، وهي قوة صغيرة وغير ذات أهمية مقارنة بأكثر من مائتي مقاتل “من “حماس” من النخبة في “حماس” كانوا قد احتلوا الكيبوتس بالفعل. وهذا على الرغم من أن ثلاثة كيلومترات فقط تفصل غزة عن قاعدة نحال عوز. وحتى ذلك الحين، كان 18 عضوا من فرقة الطوارئ يقومون بحمايته.

كما أشارت التحقيقات عن كفار عزا، إلى أن معظم سكان الكيبوتس حاصرهم قادة الكتائب في اليومين الثاني والثالث من القتال، إلى جانب الجرحى والجثث، وأن القتال العنيف استمر حتى مساء الثلاثاء.

وأفاد التحقيق بأن قوات الجيش الإسرائيلي تعاملت مع السكان في بعض الأماكن بشكل غير مناسب، ولم يتم إنقاذ السكان المصابين إلا عند مدخل الكيبوتس، حيث كانوا يستقلون سيارات لنقلهم إلى المستشفيات. وتم إخلاء جثث السكان القتلى في وقت متأخر، واضطر السكان الذين نجوا من الهجوم إلى رؤية مشاهد مروعة أثناء عملية الإخلاء التي كانت غير آمنة إلى حد كبير.

ومن جهته، قال مراقب الدولة ماتانياهو انغلمان إن التحقيقات التي أجراها الجيش الإسرائيلي حول اخفاقاته في السابع من أكتوبر تعزز ضرورة أن يحقق فيها مكتبه باعتباره الجهة الوحيدة التي يمكنها مراقبة كافة المستويات السياسية والعسكرية والمدنية.

ومع ذلك أوضح خلال مشاركته في جلسة للجنة البرلمانية لمراقبة الدولة أنه إذا تقرر تشكيل لجنة تحقيق رسمية فانه سينسق معها مواضيع التحقيق.

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى