من لم يشكر عيال زايد.. لا يشكره الله
بقلم.. الحاج السيد أبو ورقة
رحم الله الشيخ زايد آل نهيان حكيم العرب… فقد كان محباً لأهل السودان بعد أن خبرهم وعرف معدنهم وأصله الطيب وروحهم السمحة… لهذا لا قروة إن كانت أول زيارة خارجية له للسودان بعد إعلان اتحاد الإمارات العربية المتحدة فى السبعينيات … مكث وتجول فى ربوعه أكثر من عشرة أيام … وعندما حانت ساعة الرحيل بمطار الخرطوم توجه كل مرافقيه وحاشيته نحو الطائرة إلا هو ظل جالساً مع الرئيس نميرى عليه الرحمة فى صالة كبار الزوار… ولما طالت الجلسة تململ الجميع بما فيهم نميرى ووزراءه … وتحدثوا مع نميرى ليخبر الشيخ أن ساعة الوداع قد حانت … وعندما تحدث معه نميرى قال الشيخ لا فض فاه: “لن أبارح مكانى هذا إذا لم تطلب منى تنفيذ أى مشروع هدية لأهل السودان”… وأحتار نميرى وقال للشيخ سافر فى أمان الله وسوف نخبرك بحاجتنا… قال الشيخ لن أبارح هذه الجلسة إن لم تطلب… وتحدث نميرى مع وزير المالية إبراهيم منعم منصور أمد الله فى أيامه … لدينا يا رئيس طريق بورتسودان والخرطوم يشكل لنا هاجس لإيجاد التمويل له … وخبر نميرى الشيخ زايد حديث وزير المالية … وهنا وقف عليه الرحمة الشيخ زايد وقال لنميرى وهو يودعه.. تم .. وقد كان هذا الشارع الحيوى الهام … ولعل هذا الموقف يبين بجلاء ووضوح محبة الشيخ زايد لأهل السودان والعلاقة المتميزة والفريدة بين الشعبين الشقيقين… هذه الرمية كما يقول الأستاذ البونى لابد منها ونحن نتناول مسيرة العلاقات بين الشعبين الشقيقين بعد رحيل الشيخ زايد وإستلام أبنائه البررة دفة الحكم بقيادة الشيخ خليفة رئيس الدولة وولى عهده الفارس الشيخ محمد بن زايد … أستمرت العلاقات أكثر قوة حتى فى عهد المخلوع البشير ومعرفتهم لإنتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين التى تحاربها دولة الأمارات وتصنفها بالإرهابية … وعند سقوط نظام البشير كانت دولة الإمارات فى طليعة الأشقاء الذين وقفوا مع الثورة وقدموا لها الدعم المالى للحكومة الانتقالية عبر ودائع لدعم خزينة الدولة لأكثر من ثلاثة مليار دولار ومعهم الشقيقة المملكة العربية السعودية …ولم يكتفوا بذلك بل أنهم دعموا التعليم لتهيئة مناخ الإجلاس لطلاب المدارس لعدد 400 ألف مقعد فى بادرة غير مسبوقة وجدت الترحيب والاشادة والتقدير من كل أهلنا … واستمر الدعم والمساندة لإنجاح الموسم الزراعى الحالى لتوفير مستلزمات القطاع الزراعى بقيمة 40 مليون درهم عبر صندوق أبوظبى للتنمية والذى قال مديره سعادة محمد سيف السويدى .. تأتى هذه المساعدات انطلاقاً من حرص القيادة الرشيدة فى دولة الإمارات للوقوف بجانب الأشقاء فى السودان ومساعدتهم على تجاوز تحديات المرحلة الانتقالية وكذلك لضمان توفير كافة المستلزمات لدعم الغطاء الزراعى والصحى والتعليمى … كما أكد سعادة سفير الإمارات بالخرطوم حمد محمد الجنيبى أن بلاده مستمرة فى دعم الحكومة الانتقالية وإستكمال تعهدها الذى قطعه ولى العهد الفارس الشيخ محمد بن زايد حتى يتجاوز أشقاؤنا هذه المرحلة وتحقيق الإستقرار والإزدهار… ما أنبلكم وما أروعكم الصديق كما يقول المثل هو من تجده وقت الضيق . هذه المواقف الأصيلة تدل دلالة واضحة أن غرس زايد الطيب لا يولد إلا طيب … ونقولها على الملأ شكراً خليفة .. شكراً دخر الحوبا الفارس ولى العهد الشيخ محمد … شكراً أهل الإمارات النشامة العزاز لهذه المواقف التى تطوق أعناق أهل السودان… ونقولها بالفم المليان نحن معكم قلباً وغالباً وفى السراء والضراء وأن من لا يشكر عيال زايد .. لا يشكره الله … والله من وراء القصد.