أعلام ومشاهيرتحقيقاتثقافة وفنونمقالات وآراءمميز

شخصيات خلدها التاريخ.. محى الدين بن عربى

من هو..؟؟

 محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي

إعداد /سامى زغدان ـ سيدات الأعمال الدولية

هو محيي الدين بن عربي، أحد أشهر المتصوفين، لقبه أتباعه وغيرهم من الصوفيين “بالشيخ الأكبر”، ولذا تُنسب إليه الطريقة الأكبرية الصوفية. ولد فيمرسية فى الأندلس في شهر رمضان عام 558 هجريةـ الموافق 1164 ميلادية.

تعود عائلة ابن عربي إلى أصول مختلفة ومتداخلة، فمثلاً، كان والده عربياً أصله من إحدى أشهر وأبرز قبائل العرب، وهي قبيلة طىء.

أما والدته، فكانت عربية خولانية، من البربر الذين قطنوا شمال أفريقي.

وهو عالم روحاني من علماء المسلمين الأندلسيين، وشاعر وفيلسوف، أصبحت أعماله ذات شأن كبيرٍ حتى خارج العالم العربي.

تزيد مؤلفاته عن 800، لكن لم يبق منها سوى 100. كما غدت تعاليمه في مجال علم الكون ذات أهمية كبيرة في عدة أجزاء من العالم الإسلامي.

وبالرغم من كونه من أتباع المذهب السني، لكن كتاباته عن الأئمة الإثني عشر ذات شأن كبير عند الشيعة.

لم يكمل ابن عربي عامه العشرين، حتى كشف للآخرين عما اعتبر أنه قد جُعل يسير فيه… الطريق الروحاني! جاب بغرض ذلك عددا لا يعد من المدن، كغرناطة وفاس والقاهرة ومكة وبغداد وحلب وقونية ودمشق… متبعا في ذلك مرشده السماوي.

قصة المرشد السماوي هذا، قد تكون لبعضهم أقرب إلى الخيال من التصديق؛ إذ يحكى أن ابن عربي قد ادعى أنه رأى في ما يرى اليقظان هذه المرة، أنه أمام العرش الإلهي محمولا على أعمدة من اللهب المتفجر، فحلق حوله طائر بديع الخلق فأمره بأن يرتحل إلى الشرق، مخبرا إياه بأنه سيكون مرشده السماوي.

وهناك جدل واسع بخصوص مذهبه الفقهي، حيث يعتقد البعض أن ابن عربي كان ينتمي للمذهب الظاهري.

انتشرت تعاليم ابن عربي بسرعة هائلة عبر العالم. ولم تكن كتاباته حكراً على نخبة المسلمين، بل وجدت طريقها إلى الطبقات الدنيا من المجتمع نتيجة انتشار المد الصوفي.

كما تُرجمت أعمال ابن عربي إلى اللغات الفارسية والتركية والأردية (لغة واسعة الانتشار في الباكستان والهند، وتكتب بالأحرف العربية). فوقتها، كان عدد كبير من الشعراء يتبعون المذهب الصوفي، وكانت أفكار ابن عربي بمثابة إلهامٍ كبير لهم.

وفي كتاباته، أشار ابن عربي إلى عمه المتوفي يحيى الصنهاجي (من صنهاجة)، حيث كان عمه ثرياً، ويشغل منصب أمير مدينة تلمسان، لكنه ترك منصبه ليتصوّف بعد لقائه شيخاً متصوفاً.

النشأة الروحية

نشأته في بيئة دينية وتردده إلى المدارس الرمزية، كل ذلك قد تظافر على إبراز الناحية الروحية عنده في سن مبكرة فلم يكد يتم العقد الثاني من عمره حتى انغمس في أنوار الكشف والإلهام ولم يشارف العشرين حتى أعلن أنه جُعِل يسير في الطريق الروحاني، وأنه بدأ يطلع على أسرار الحياة الصوفية.

وأن عدداً من الخفايا الكونية قد تكشفت أمامه وأن حياته سلسلة من البحث المتواصل عما يحقق الكمال لتلك الاستعدادات الفطرية. وبقي عاكفاً حتى ظفر بأكبر قدر ممكن من الأسرار.

عُرف ابن عربي بكونه شجرة وافرة العلم والمعرفة. وفرة كانت ثمارها كتب غزيرة، لعل من أهمها “فصوص الحكم” و”ترجمان الأشواق و”الفتوحات المكية”. هذا الأخير يقول ابن عربي إنه قد كتبه بأمر من “مرشده السماوي”، وهو الكتاب الذي ضَمّنَه أهم آرائه الصوفية والعقلية ومبادئه الروحية.

هذا الكتاب وُصف، حسب بعض المهتمين، بأنه مجموعة من النصوص الصوفية الموغلة في التعمق، للغته الرمزية وللإشارات الإلهية المضمنة فيه.

كتبه

قائمة مخطوطات ابن عربي فيه أكثر من 67 مخطوط من كتبه قد كتب قبل 814 هجرية

  • كتاب تفسير ابن عربى ويضم تفسيره للقرآن.
  • كتاب الفتوحات المكية، المكوُن من 37 سفر و560 باب..الذي وُصف بأنه من النصوص الصوفية الموغلة في التعمق وان لغته رمزية وبها اشارات الهية، له نشرة علمية محققة ومعتمدة اكاديمياً في الدراسات الجامعية وهي نشرة الدكتور عثمان يحى، وتعد طبعة نادرة .
  • كتاب فصوص الحكم، الذي أثار جدلا ً كبيراً في وقته ولازال مصدرا ً للجدل.
  • ديوان ترجمان الأشواق، الذي خصصه لمدح نظام بنت الشيخ أبي شجاع بن رستم الأصفهاني التي عرفها في مكة سنة 598 عندما قدم إليها لأول مرة قادما من المغرب.
  • كتاب شجرة الكون، يتحدث فيه عن الكون مشبها ً اياه بشجرة اصلا كلمة “كٌن”
  • كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام،
  • كتاب اليقين، الذي تناول موضوع اليقين الذي حير عديد من فلاسفة ذلك العصر

المؤيدون له

  • ابن حجر الهيتمي الشافعي حيث قال: «الذي أثرناه عن أكابر مشايخنا العلماء الحكماء الذين يُستسقى بهم الغيث، وعليهم المعوّل وإليهم المرجع في تحرير الأحكام وبيان الأحوال والمعارف والمقامات والإشارات، أن الشيخ محي الدين بن عربي من أولياء الله العارفين ومن العلماء العاملين، وقد اتفقوا على أنه كان أعلم أهل زمانه، بحيث أنه كان في كل فن متبوعاً لا تابعاً، وأنه في التحقيق والكشف والكلام على الفرق والجمع بحر لا يجارى، وإمام لا يغالط ولا يمارى، وأنه أورع أهل زمانه وألزمهم للسنة وأعظمهم مجاهدة».
  • عبد الوهاب الشعراني، حيث قال عن ابن عربي: «إِن الشيخ من كمّل العارفين بإِجماع أهل الطريق، وكان جليس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدوام».
  • علاء الدين محمد بن علي الحصكفي، الفقيه الحنفى صاحب الدر المختار حيث قال ناقلاً: «وفي المعروضات المذكورة ما معناه: أن من قال عن فصوص الحكم للشيخ محيي الدين بن العربي إنه خارج عن الشريعة وقد صنفه للإضلال ومن طالعه ملحد ماذا يلزمه؟ أجاب: نعم فيه كلمات تباين الشريعة وتكلف بعض المتصلفين لإرجاعها إلى الشرع لكنّا تيقنا أن بعض اليهود افتراها على الشيخ قدس الله سرّه فيجب الاحتياط بترك مطالعة تلك الكلمات، وقد صدر أمر سلطاني بالنهي فيجب الاجتناب من كل وجه» .
  • الفيروزآبادي، صاحب القاموس، حيث سئل عن الشيخ ابن عربي فقال: «اللهم نطقنا بما فيه رضاك الذي أعتقده وأدين الله به إنه كان شيخ الطريقة حالاً وعلمًا وإمام الحقيقة حقيقةً ورسماً ومحيي رسوم المعارف فعلاً واسماً إذا تغلغل فكر المرء في طرف من علمه غرقت فيه خواطره عباب لا تكدر الدلاء وسحاب تتقاصى عنه الأنواء كانت دعوته تخرق السبع الطباق وتفرق بركاته فتملأ الآفاق وإني أصفه وهو يقينا فوق ما وصفته وناطق بما كتبته وغالب ظني أني ما أنصفته».
  • السيوطى حيث قال: «والقول الفصل عندي في ابن عربي طريقة لا يرضاها فرقة أهل العصر ممن يعتقده ولا ممن ينكر عليه، وهي اعتقاد ولايته، ويحرم النظر في كتبه، فقد نقل عنه أنه قال: “نحن قوم يحرم النظر في كتبنا” وذلك أن الصوفية تواطئوا على ألفاظ اصطلحوا عليها وأرادوا بها معاني غير المعاني المتعارفة منها بين الفقهاء»

المخالفون له

  • الحافظ الذهبى، حيث يقول عن ابن عربي: «صنف التصانيف في تصوف الفلاسفة وأهل الوحدة، فقال أشياء منكرة عدّها طائفة من العلماء مروقاً وزندقة، وعدّها طائفة من العلماء من إشارات العارفين ورموز السالكين، وعدّها طائفة من متشابه القول، وأن ظاهرها كفر وضلال وباطنها حق وعرفان، وأنه صحيح في نفسه كبير القدر.
  • وآخرون يقولون: قد قال هذا الباطل والضلال، فمن الذي قال إنه مات عليه، فالظاهر عندهم من حاله أنه رجع وأناب إلى الله، فإنه كان عالماً بالآثار والسنن، قوي المشاركة في العلوم. وقولي أنا فيه: أنه يجوز أن يكون من أولياء الله الذين اجتذبهم الحق إلى جنابه عند الموت وختم له بالحسنى، فأما كلامه فمن فهمه وعرفه على قواعد الاتحادية وعلم محط القوم، وجمع بين أطراف عباراتهم تبين له الحق في خلاف قولهم».
  • ابن تيمية، حيث قال: «ابن عربي صاحب فصوص الحكم وهي مع كونها كفرا فهو أقربهم إلى الإسلام لما يوجد في كلامه من الكلام الجيد كثيرا ولأنه لا يثبت على الاتحاد ثبات غيره بل هو كثير الاضطراب فيه وانما هو قائم مع خياله الواسع الذي يتخيل فيه الحق تارة والباطل أخرى والله أعلم بما مات عليه».
  • ابن خلدون، حيث قال: «هؤلاء المتأخرين من المتصوفية المتكلمين في الكشف وفيما وراء الحس توغلوا في ذلك فذهب الكثير منهم إلى الحلول والوحدة كما أشرنا إليه وملأوا الصحف منه؛ مثل الهروي في كتاب المقامات له وغيره وتبعهم ابن العربي وابن سبعين وتلميذها أبن العفيف وابن الفارض»

وفاته

 

قبر ابن عربي ف يدمشق

توفي ابن عربي في  28 ربيع الثاني من سنة 638 هجرية الموافق 16 نوفمبر من سنة1240 ميلادية ودفن في سفح جبل قاسيون في دمشق.

المصادر:

زر الذهاب إلى الأعلى