حواراتمال وأعمال

حوار خاص..”بديعة صوفي” سيدة الأعمال العصامية.. شابة بدأت من الصفر ووصلت للقمة

بديعة صوفي

حاورها ـ سامي زغدان

من هي، وأين مكانها من هذا العالم؟.. هي سيدة أعمال واعدة، بعد جهد مضى وكفاح وسعي “بلا هواده” استطاعت أن تقتحم الأسواق وترفع راية السيدات العصاميات على القمة الشماء لرائدات الأعمال في وطننا العربي.

سيدة الأعمال الشابة “بديعة صوفي” من أين بدأتِ وكيف كانت الرحلة قبل وصولك إلى هذه المكانة في عالم المال والأعمال؟

إسمي بديعة عبدالرحمن صوفي، سورية المولد والجنسية، مقيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة بصورة مستمرة، بدأت الرحلة من الصفر حيث استهللت حياتي العملية بوظيفة (مندوبة مبيعات) في إحدى الشركات، وكان ذلك في نظري ضروريا حيث اكتسبت الكثير من الخبرات العملية والاحتكاك في سوق العمل، مما أهلني لخوض الغمار وجعلني جاهزة لأبدأ رحلة التحدي وخوض معركتي مع نفسي لتحقيق ما أصبو إليه، وقد تدرجت في الوظيفة حتى وصلت إلى مواقع متقدمة وبصورة ملفتة للاهتمام، وحققت بفضل الله ثم المثابرة نجاحات كانت الحافز للمضي قدما للبدء في تحقيق أحلامي الخاصة، وكان أولها أن أصبح صاحبة شركة لأبدأ في تحقيق بقية طموحاتي التي لا حدود لها.

لقد تمكنت من خلق حالة من التوأمة بين طموحاتي وإمكانياتي المتاحة من جهة، وبين الفرص الاستثمارية المتوفرة والظروف المواتية من جهة أخرى، وكانت للبنية التحتية والبيئة الاقتصادية المتينة والمتطورة لدولة الامارات العربية المتحدة الفضل في ذلك، حيث صدرت قوانين الملكية الحرة أو ما يسمى (الفري هولد)، وجاء في وقته المناسب بالنسبة لي، لذا عملت بكل جد وإخلاص ومثابرة، ووضعت نصب عيني دائما ذلك الهدف الأسمى الذي عملت دائما للوصول إليه، وكنت ” أنتظر الوقت المناسب فقط” لأصنع لنفسي المكانة التي استحقها في هذا العالم.

كانت الخطوة الأولى بتأسيس شركتي ” صوفي سكيب للإستثمار العقاري” والتي كانت استثمار لكل المعرفة والخبرة التي توافرت لي من خلال عملي في الوظيفة، وتمكنت برأس مال ضئيل ومتواضع جداً من البدء، وتمكنت بفضل من الله والثقة التي أوجدتها من خلال نشاط الشركة، أن تصبح من الشركات المعروفة والتي تحظى بالسمعة الجيدة في السوق، ثم توجهت إلى إنشاء الشركة الثانية ” برومو 1″ والتي تعمل في مجال الدعاية والإعلان، وأصبح كلتا الشركتين من الشركات المتميزة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

كيف لشركة برأس مال ضئيل أن تكون إحدى أهم الشركات في دولة لا تمسي ولا تصبح إلا وفيها شيء جديد ك ” دولة الإمارات” .. كيف فعلت ذلك ؟

أتفهم سؤالك .. صحيح، إن المنافسة في دولة الإمارات تتطلب منا الكثير لمواكبة التطور اللحظي والقدرة على المواكبة والصمود في هذه الأجواء المتسارعة، لذلك كنت أواصل الليل بالنهار وأعد الخطط والجداول الزمنية التي تتناسب مع كل تطور على المستويين المحلي والدولي بشكل متواصل ومستمر، خصوصا بعد جائحة كورونا التي عصفت بالعالم، وبفضل التخطيط الواقعي والدراسة العميقة للبيئة الاقتصادية، تمكنت بفضل من الله من الحصول على أكبر فرص التعاقدات، ومن الجميل الآن أن أقول لك بأننا ننعم في دولة الإمارات العربية المتحدة بالبنى التحتية والقوية والإجراءات والسياسات المستشرفة للمستقبل والداعمة للتميز والابتكار والإبداع، و دعني أقول لك أن دولة لا تعترف إلا بالجادين ولا ينجح فيها الكسول أو المتخاذل.

ما هو العامل المشترك الذي أثار شغفك للربط بين الدعاية والإعلان والإستثمار العقاري؟

هناك العديد من الروابط المشتركة بين النشاطين، فبالرغم من الاختلاف الظاهر إلا أنهما ( ولا يخفى عليك) أته ـ أولا ـ  أن الدعاية والإعلان هو في الأصل أحد اشكال التسويق، والإعلان في حد ذاته وبمعناه المجرد هو الأب الروحي لأي منتج كان، وبدون الإعلان وإخبار الناس عن سلعتك، كيف يمكن أن يعلموا بها أو يتوصلوا إليها؟.. والسلع بتنوعها العريض كما وكيفا تحتاج لمشترين أو مستهلكين وهم جميعا يحتاجون للإعلان، فالإعلان يعتبر الوسيط الذي يجمع بين طرفين لتحقيق المنفعة للجميع بمن فيهم شركة الاستثمارات العقارية.

ومن هذا المنطلق يمكنني القول أنني بتملكي لشركة دعاية وإعلان أكون ملكت أحد أهم عوامل النجاح، مما يزيد من فرص نجاح اعمال الشركة الأخرى، مع التركيز على أن سوق العقارات هو سوق نشط جدا، ومهما تعرض لصعوبات لا يضره ذلك في شىء، فكما يقولون (العقار إن مرض لا يموت).

أضف إلى ذلك أن تنويع محفظة النقود من خلال تنويع مجالات الاستثمار يحمي صاحبه من مخاطر تقلبات الأسواق وتأثرها السريع بالشائعات، خصوصا في هذا التوقيت، فالأسواق الآن تدار بشاشات الهواتف النقالة، وتزامنا مع الركود الذي أصاب أسواق المال والأعمال في بدايات كورونا، مما جعل التنويع هو الخيار الأنسب.

بالعودة إلى طموحك، وحديثك عن التنويع في الإستثمار، هل التنوع من خلال مجالات الاستثمار فقط أم هناك خطة مستقبلية للتنويع بين الأسواق أيضا لإستثماراتك؟ وأين هي محطتك القادمة؟

سؤالك في محله تماما، بالفعل الطموح لا يتوقف، لذا أنشأنا فروع لنا في تركيا، والآن نعمل على إنشاء فروع في جمهورية مصر العربية بدءًا من القاهرة، وذلك تماشيا مع خططنا الموضوعة مسبقا والدراسات المعدة من قبل القسم المختص لدينا والدراسات المستفيضة عن الأسواق الأكثر نشاطا والأكثر أمانا وضمانا للاستثمار في هذين المجالين، وأقصد بذلك الاستثمار العقاري والإعلان.

حدثت هزة عنيفة للأسواق في العامين المنصرمين بفعل جائحة كورونا.. كيف كان واقع ذلك على شركتيك؟

أزمة كورونا أحدثت ركودا عالميا لا شك في ذلك، وتأثرت الأسواق العالمية بتداعياتها بشكل كبير، خصوصا مع توقف الحركة بشكل عام بين الدول بما فيها الحركة التجارية، ولكني استطعت بتوفيق من الله عز وجل أن أجعل من نقاط الضعف محطات قوة، وكان للتنوع الذي حدثتك عنه آنفا أحد أهم عوامل النجاة والعبور بالاستثمارات نحو بر الأمان، فكانت كل شركة طوقا لنجاة الشركة الأخرى واستمرار أعمالها وقت تغير الظروف بين صعود وهبوط لمجالات الاستثمار في أسواق المال والأعمال  ولا أنسى هنا أن اشيد بالاجراءات والحزم الاقتصادية التي قدمتها حكومة دولة الإمارات لقطاعات الأعمال في الدولة، الأمر الذي خفف كثيرا من وقع تلك التداعيات علينا كمؤسسات اقتصادية، وتمكنا بفضل الله من الحفاظ على وتيرة العمل وإن قلت، كما تمكنا من الحفاظ على موظفينا وعدم التخلي عنهم بسبب الضائقة المالية العامة أو حتى تخفيض رواتبهم,

من المعروف أن السوق الإماراتية نشطة والمنافسة فيها قوية، كيف استطعت أن تعبري تلك العقبة؟

عملي في الإستثمار العقاري من خلال عقود أغلبها حكومية، والشركة تقدم خدماتها العقارية للأفراد والمؤسسات على مختلف أنواعها، خاصة أو رسمية حكومية، ونقدم خدماتنا لكل زبائننا بصورة متواصلة وباحترافية عالية، وأستطيع أن أؤكد لك أن المنافسة القوية في أي سوق اقتصادي يمكن التغلب عليها بأشياء أساسية وقواعد إن اتبعت لن تواجه المؤسسات الاقتصادية مشكلة تذكر، وتقع أعلى هرم تلك القواعد ما يمكن أن نطلق عليه مسمى (الثقة والمصداقية) والتي تبنيها الشركة عبر التعاون الصادق والمخلص والنزيه مع الزبون، وبما يحقق أهداف الشركة وتطلعات الزبائن، وهذا الأمر يوجد دائما (الولاء) المستمر بين الطرفين، وليس سرا أن أقول لك أن هناك العديد من الزبائن والأصدقاء القدامى الذين لا يقومون اليوم بأي عمليات بيع أو شراء في سوق الإمارات إلا عن طريق شركتنا حتى وإن لم نعرض عليهم فرصا أو نقدم لهم عروضا من قبلنا، وهو الأمر الذي أعتز به، وهو ما يعبر عن التواصل الحقيقي بين الشركة وزبائنها.

أما الأمر الآخر، فإن الشركة تعتمد دائما على فرق عمل كفؤ وفي كل التخصصات ذات الصلة، وتقوم بكل احترافية بدراسة بيئة العمل والأسواق وتهيئة كل الظروف والفرص الممكن تحقيقها والوصول بالشركة إلى مكانتها التي عليها الآن، وسنكمل بإذن الله المسيرة لمزيد من النجاحات.

في نهاية الحديث أترك لك الخاتمة فتقولي فيها ما تودين قوله.

أولا أرجع الفضل في هذا النجاح الذي وصلت إليه لتوفيق الله سبحانه وتعالى الذي من علي به، ولفريق عملي الذي عملنا معا لتحقيق ما وصلنا إليه اليوم من نجاحات، وحققنا به بعض الطموحات ونواصل بالروح المعنوية العالية والعمل المخلص الدؤوب لتحقيق المزيد.

كما لا يمكن إنكار فضل البيئة الاقتصادية الصحية والمتطورة والدعم اللامحدود من الجهات الاقتصادية في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تقدم الاستشارات وفرص الاحتكاك والتدريب مع مختلف الأسواق العالمية والتواصل مع رجال وسيدات الأعمال حول العالم لمزيد من الاطلاع والتعاون والإنتشار.

وأود في الختام أن أشكر مجلة ” سيدات الأعمال الدولية” على هذا الحديث وإتاحة الفرصة لي لمشاركة قصة مشواري وكفاحي طيلة الأعوام الماضية مع قرائها الكرام، متمنية أن تكون رحلة نجاحي في بلدي الثاني دولة الإمارات العربية المتحدة مصدر إلهام لكل الشابات الطموحات الراغبات بتحقيق طموحاتهن الاقتصادية، وأقول بكل فخر “ها أنا الآن بديعة صوفي رائدة وسيدة أعمال عربية ناضجة تناطح بنجاحاتها السحاب”.

زر الذهاب إلى الأعلى