مقالات وآراء

الأستاذ ـ مكرم محمد أحمد في صالة تحرير الأهرام

بقلم.. خليل فهمى

ببداياتي منتصف الثمانينات؛ كان يأتي ذكر الأستاذ مكرم محمد أحمد رئيس دار الهلال وقتها، على أنه أهرامي أصيل؛ أحد أضلاع مثلث الجورنالجية العمالقة الذين انتقاهم الأستاذ هيكل بعناية لوضع بصمات الدسك النهائية على طبعات الأهرام؛ والضلعان الآخران هما سلامة أحمد سلامة وصلاح الدين حافظ.

سعدت وشرفت بنفحة من أستاذية “سلامة” الفكر والقدوة، و”صلاح” المهنية والحرفنة، ولم يبق لي سوى معرفة “مكرم” عن قرب؛ ولم يتحقق لي ذلك الا حين توليت إدارة مكتب بي بي سي في القاهرة.

قمة التواضع وخفة الدم والعفوية والعصبية المكملة لشخصية الأساتذة؛ وكنت علمت أنه كان لسنوات الكاتب الأهم لخطابات مبارك؛ وصار بيننا تقارب شخصي لأنه لم يضع لنفسه حواجز مع الناس، حتى إذا كان عزاء صلاح الدين حافظ ناداني أمام الحضور؛ بما كان يحلوا له أن يناديني بأبو ابراهيم؛ ربما أراد بخفة الظل أن يعكس معي كنية اسم ابراهيم؛ أبو خليل؛ سائلًا: متى عدت من أمريكا؟ فتذكرت متعجبا سؤاله؛ واهتمامه؛ أنه كان أحد ضيوفي في نقل حدث انتخاب باراك أوباما. وفي نفس العزاء-سبحان الله-كان سلامة، الذي حرص على تعزيتي شخصيا، بما كان يعلم من قربي إلى صلاح الأستاذ شبه الوالد؛ وحبي له وحبه لي.

ثم التقيت مكرم في عزاء سلامة، وبدت عليه أمارات الوجوم لأنه لم يبق من مثلث العمالقة سواه وأدركت كم كان بينهم من ارتباط عضوي. كان وقتها نقيبًا للصحفيين، أبى إلا أن تكون له يد بيضاء معي لإنهاء مشكل إجرائي مع إدارة الأهرام وقتها يشكر عليه كذلك الأستاذ حاتم زكريا متعه الله بالصحة. تمنيت له وافر الصحة ودوام الإبداع؛ ثم التقينا في الأهرام كم من مرة وقد أخذ منه الكبر لكنه كان صلدًا أمام الوهن حتى استسلم أخيرًا للقاء مولاه ولحق بضلعيه الكبيرين. #رحمة_الله_عليهم_أجمعين

زر الذهاب إلى الأعلى